الموضوع: إغماضة جفن
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-22, 08:13 PM   #1
ودق السماء

الصورة الرمزية ودق السماء

آخر زيارة »  05-07-23 (06:45 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي إغماضة جفن



إغماضة جفن هنا عالم آخر

(1)

إغفاءة أبدية في حلم وردي
تحلق فيه فراشات ملونة
تتكئ على جديلة شعري المنسدل
وتقص على مسمعي
أطراف حكايانا القديمة
تخبرني
كم كان اللون الأبيض يليق بقلبي

وفستاني الزهري الملتف حول خصري النحيل
لم يكن فقط لباس طُهرٍ
بل بمثابة كَوْنٌ يحتضن المرآى
ولمعة عيني حين فرح ملوح
وبسمة تتعالي حين سعادة حقيقة
توبخني منذ متى وقلبك هذا ساكن ..؟
لا أسمع النبض فيه ...؟
أخشى يا صغيرتي أنك مُتِّ على قيد الحياة ...؟
مَن سرق أجمل ما فيكِ ...
طفولتك !

(2)

إغماضة خانقة
ألقى شباكه فأحكم الإمساك بها ...
تتصاعد أنفاسها وعلى صدى اليأس وثب الخوف منها ..
تئن... تصرخ ...تتأفف ..تقفز ...وتسقط أرضا ...

تلك الخيوط اللزجة تحيط بعنقها ....
تكاد أن تختنق ....تسعل ...تسعل كثيرا ...
تود لو أن الزمن يعود إلى الوراء .....
خطوة فالأخرى فالثالثة ......

هنا .....خضرة تكتسي المرآى....
تلك الحقول .....تبعث فيها الحياة ...
أقدام تتلاعب ....ويد تحتضنها
وثغر سار يشغل الفرح....
تتلاشي الصورة ....تنكمش الملامح
تشهق تتنفس بشدة .....تغمض جفونها ....
ثم تفيق .....لا زال عنقها مقيد .....
يلقي مزيدا من شباكه ...
تئن... تصرخ ...تتأفف ..تقفز ...وتسقط أرضا ...
(كان عنا عصفور ع نبع الماي )

تغرق في جوف المقطوعة لتتسرب روحها تدريجيا
لمنفذ أمان ...
تتسع عيناها الداميتان في محاولة للتشبث بعباءة نجاة
بلورة الفتاة الراقصة تدور في فلك سابح ...
تدور وتدور وتكتظ الساحة بالبسمة .....
وردية الخديين ورائحة الطفولة تنبع من ملمسها ....
تمد أطراف أصابعها وفي جوفها أمنية بالإكتفاء!
صمت...تتسع عيناها ....تشعر مجدداً بقبضة الشباك

ضباب يحجب رؤيتها... تدقق تتفحص...
تغيب عن الوعي ....
على أطراف أصابعها تتراقص ...
أعزوفة تغنت بها روحها ذات يوم ....
تنعش ما تبقي لوريدها من دماء ...
تميل وتميل ...

ملامح لطالما أراحت نبضها المضطرب
تبرز خلف الضباب فيزداد صخب الألم ...
ومن عمقها ...تنجرف تيارات الدهشة
فتتكوم في أقصى زاوية والماء يتسرب يحيط بها ...
يحجب عنها آخرة ذرة هواء ....تختنق
تذرف دمعا إشتدت ملوحته فيطفو ....

أن تبتاع الأمل لترى النور مجدداً ..كانت أمنية
تتشبع بقطرات الماء ....حتى بلغت أعمق خلية بداخلها..
وفي شهقة وداع ....إنتهى الكابوس !

ودق السماء
سارة محمد
سبق نشرها


 


رد مع اقتباس