عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-22, 06:34 AM   #11
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



🕋 صفة.الحج.والعمرة.
الدرس_السادس

وفي ليلة الثاني عشر ، يرمي الجمرات الثلاث كذلك ، فإذا أتم الحاج رمي الجمار في اليوم الثاني عشر ، فإن شاء تعجّل ونزل من منى ، وإن شاء تأخّر ، فبات بها ليلة الثالث عشر ، ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق ، والتأخر أفضل ، ولا يجب إلا بعد أن تغرب الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى ، فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال.
لكن لو غربت عليه الشمس بمنى في اليوم الثاني عشر بغير إختياره ، فإنه لا يلزمه التأخر ، لأن تأخره إلى الغروب كان بغير اختياره.

ولا يجوز للإنسان أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر ، والثاني عشر ، والثالث عشر قبل الزوال ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرم إلاّ بعد الزوال ، وقال : «خذوا عني مناسككم» (صحيح الجامع [7882]) ، وكان الصحابه يتحينون الزوال ، فإذا زالت الشمس رموا ، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزاً ، لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، إما بفعله ، أو قوله ، أو إقراره.. ولكن يمكنه إذا كان يشق عليه الزحام ، أو المضي إلى الجمرات في وسط النهار ، أن يؤخر الرمي إلى الليل ، فإن الليل وقت للرمي ، إذ لا دليل على أن الرمي لا يصح ليلاً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم وقّت أول الرمي ولم يوقّت آخره ، والأصل فيما جاء مطلقاً، أن يبقى على إطلاقه ، حتى يقوم دليل على تقييده بسبب أو وقت.

#وليحذر الحاج من التهاون في رمي الجمرات ، فإن من الناس من يتهاون فيها، فيوكّل من يرمي عنه ، وهو قادر على الرمي بنفسه ، وهذا لا يجوز ولا يجزيء، لأن الله تعالى يقول في كتابه : {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [البقرة:196] والرمي من أفعال الحج ، فلا يجوز الإخلال به، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لضعفة أهله أن يوكلوا من يرمي عنهم ، بل أذن لهم بالذهاب من مزدلفة في آخر الليل ، ليرموا بأنفسهم قبل زحمة الناس ، ولكن عند الضرورة لا بأس بالتوكيل ، كما لو كان الحاج مريضاً أو كبيراً لا يمكنه الوصول إلى الجمرات ، أو كانت امرأة حاملاً تخشى على نفسها أو ولدها ، ففي هذه الحال يجوز التوكيل.

فيجب علينا أن نعظم شعائر الله ، وألا نتهاون بها ، وأن نفعل ما يمكننا فعله بأنفسنا لأنه عبادة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ، ورمي الجمرات لإقامة ذكر الله» (سنن أبي داوود [1888]).

الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يتبع


 

رد مع اقتباس