عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-22, 07:53 AM   #333
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
كانوا يعرضون جريدة الأخبار المصوَّرة وفيها مشاهد من الامتحان، حيث التلاميذ الصغار يقعدون مفكّرين أقلامُهم في أيديهم وعيونهم في أوراقهم...
وظهر في الصورة ولدٌ ألقى نظرة من عينيه يسرق بهما من ورقة جاره.. فجاء المدرس فأمسكه.
وضحك بعض الحاضرين من هذا المشهد، ولكني لم أضحك. رأوه بعين اللاهي، ورأيته بنظر الجادّ...
تصورتُ هذا التلميذ المسكين وقد ألقى نظرة ظنّ أنه لا يراها أحدٌ وإنما تمرّ وتُنسَى.. فجاءت الآلة فسجّلتها وأعلنتها وعرضتها على الناس، فافتُضح بها ولم يعد يستطيع إنكارها..
وقلت في نفسي: إذا كان هذا كله من عمل آلةٍ بشرية سجّلت هذه الخطيئة وأبقتها دائمًا، فكيف الحال والمَلَكان يسجّلان عليّ كل صغيرة وكبيرة أعملها؟!
أحسب أني قد نجوت ولم يرَني أحدٌ -كما حسب هذا التلميذ المسكين أن نظرته مرّت لم يَرَها المراقب- لا أدري أن كل صغيرة وكبيرة عملتها قد سُجِّلت في الشريط الخالد، شريط المَلَكين!...
وسيُعرض هذا الشريط لا في فِلم يراه ألوفٌ من الناس ثم ينسونه.. بل هو سيعرض على الخلائق كلهم، مَن كان منهم في أيامنا ومَن كان قبلُ أو يكون بعدُ، من عهد آدم إلى آخر الزمان...
إن التلاميذ اليوم يخشون هذا الامتحان، مع أن الراسب فيه يعيد الدورة أو يُرَدّ إلى صَفِّه فيخسر سنة من عمره..
فما بال ذلك الامتحان، الامتحان الأكبر يوم القيامة، وليس فيه دورة ثانية، ولا يُرَدّ مَن يرسب فيه إلى الدنيا ليعيد التجربة.. وليس فيه خسارة سنة ولا سنوات، ولكن فيه ربح الأبد أو خسارة الأبد..
فيه النعيم الخالد أو الشقاء الخالد، فيه الجنة أو جهنم!

أسعدكم الله اينما كنتم
لنا لقاء آخر ان شاء الله