عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-22, 07:15 AM   #49
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:51 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



طريق_السعداء

الدرس_رقم_ 43

الدعاء

بداية أحب أن أسأل: ‼️هل هناك أحد ليس عنده مشاكل؟!‼️
أو هناك أحد ليس عنده آمال يسعى لتحقيقها؟!‼️
هل هناك أحد يستطيع أن يستغني عن ربه جل وعلا؟!، ‼️
هل هناك لم يرتكب ذنبا ولا يخاف أن يؤاخذه الله عز وجل على هذا الذنب؟‼️
هل هناك أحد يستطيع أن يستغني عن رحمة ربه سبحانه وتعالى؟!‼️
هل هناك أحد يستطيع أن يستغني عن هداية وتوفيق الله تعالى؟!‼️

لا شك أنه أشرف للمسلم الموحد بأن يرفع يديه إلى ربه عز وجل وأن يلح عليه ويسأله..
فهذا أفضل من أن يدعو غير الله أو يسأل غير الله تعالى:
ولا فـ إلى من يلجأ المسلم إذا لم يلجأ إلى الله تعالى خالقه ورازقه ومحييه ومميتة.. سبحانه وتعالى؟!‼️

هل سيذهب إلى الناس الضعفاء مثله؟!
ليس من المعقول أن يتعلق غريق بغريق مثله!
وليس معقولا أن يلجأ فقير إلى فقير، أو ضعيف إلى ضعيف مثله!!
وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: من لم يسأل الله يغضب عليه )) رواه الترمذي 3373.

وصدق الشاعر الحكيم الذي قال:
لا تسألن بني آدم حاجة.... وسل الذي أبوابه لا تحجب
فالله يغضب إن تركن سؤاله.... وبني آدم حين يسأل يغضب

نعم.. الله يغضب إذا لم يسأله العبد، والعبد يغضب إذا سأله العبد!!
والخلق كلهم فقراء إلى الله الغني مالك الملك الذي يقول في كتابه الكريم( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)) فاطر 15

ويقول سبحانه:{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير} آل عمران 26، فإذا كان الله هو مالك الملك وهو الذي يعطي ملكه من يشاء من عباده وينزعه عمن يشاء..ويعز من يشاء ويذل من يشاء..
فهل يصح لعبد أن يسأل غير الله تعالى؟!.‼️

وهناك سؤال قد يجول بخاطر البعض:
كم أنفق الله تعالى على خلقه منذ أن خلق آدم حتى الآن؟! كم من الأمطار وكم من الزروع وكم من الثمار؟! كم من الحيوانات؟ كم من الطعام؟ كم؟ كم؟.. إن لحم أكتافنا كما يقولون من خير وعطاء وفضل الله تعالى!! فهو وحده المعطي وهو وحده المانع!!

ومن أسماء الله تعالى (الكريم )فهو يعطي من غير أن يسأل!! فكيف إذا سئل؟!.

وقد روي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه؟! ‼️
فنزل الجواب من فوق سبع سموات من قبل الخالق جل وعلا:{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} البقرة 186.
وقال سبحانه: (عبادي) وفي الكلمة تعطف وتكرم من الله الكريم، حيث نسب العباد اليه حتى لو كانوا عصاة أو مذنبين.
ثم قال:{ فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.. فلم يقل دعوة المؤمن أو المحسن بل الداعي، وفي هذا فتح لأبواب عطائه وكرمه تعالى للجميع ..

ركزوا_معي
لو تأملنا السياق القرآني نجد أن الله تعالى أمر نبيه بقوله: قل .... أو فقل،
وذلك عندما يسأله قومه عن شيء ما فيقول سبحانه:{ يسألونك عن الأهلة قل} البقرة 189، {يسألونك عن الشهر الحرام} البقرة 217، {يسألونك عن الأنفال} الأنفال1،8
أما عندما كان السؤال عن قرب الله أو بعده فكانت الإجابة بغير (قل)،
لأن الصلة مباشرة بين الله وعبده، فكانت الإجابة أيضا مباشرة بلا واسطة!!

ويقول سبحانه:{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} غافر 60. إذا كان الله تعالى يأمرنا بالدعاء ويعدنا بالاستجابة.. فلماذا لا ندعوه سبحانه؟! ولماذا نعرض عنه؟!⁉️

هل نستطيع أن نستغني عنه سبحانه { ادعوا ربكم تضرّعا وخفية} الأعراف 55، أي ذلا ومسكنة..
وهذا ربنا عز وجل يتحدث عن سيدنا زكريا فيقول عنه:{ إذ نادى ربه نداء خفيا} مريم 3..
والإخفاء فيه إخلاص أكبر وأدب مع الله وصفاء نفسي وحضور قلب وبكاء عين، وكل هذا أدعى للقبول بإذن الله

بعد كل هذا.. هل ندعو الله أم لا؟!⁉️

( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء )) آل عمران 38.. الإنسان عندما يشاهد مشهد مؤثر لعظمة الله .. يزيد يقينة ويقوى أمله في الله ..أنا كمان ممكن .. (( هنالك دعا زكريا ربه )) لماذا هنالك ؟؟ ‼️ولم يقل بعدها دعا زكريا ربه ؟ أو اى كلمه أخرى ؟؟
لان هنالك تفيد البعد اى بعد الأمنية على زكريا ....ولكن تأمل وانظر إلى الآية السابقة كيف نبّهته إلى الدعاء عند مشاهدة خوارق العادة مع قول مريم (هو من عند الله)
فلذلك عمد إلى الله بطلب الولد في غير أوانه مع ما يتناسب مع عطاء الله تعالى لمريم في غير أوانه.

اليوم أريد أحرك فيكم كلمة هنالك .. في هذة الحلقة .. الدعاء مستجاب (( ولم أكن بدعائك ربى شقيا )) عمري ماشقيت مع دعائي لك .. الدعاء كله مستجاب

و هناك أحاديث كثيرة في فضل الدعاء وآدابه..

يقول صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة رواه أبو داود والترمذي .
وقد يسأل سائل: وأين الصلاة والصوم والزكاة؟
والإجابة أن كلمة عبادة مشتقة من العبودية.. والعبودية معناها الذل والمسكنة لله تعالى..
فالعبد فقير مسكين إلى الله محتاج لمولاه في كل لحظة،

وفي قوله تعالى:{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} غافر 60.
نجد أن الله تعالى قال:{ يستكبرون عن عبادتي} لم يقل: عن دعائي،
وبهذا صارت العبادة مرادفا للدعاء.
والذي لا يدعو ربه مستكبرا لأنه استنكف أن يرفع يديه إلى خالقه وبارئه ورازقه ومحييه ومميته ومطعمه وكاسيه.. سبحانه وتعالى.. وأنا أعجب أن يمر يوم أو يومان أو أكثر ولا يرفع العبد يديه لله!! ان الله جل وعلا هو الذي يفرّج الكربات.. وقد فرج كرب الأنبياء عندما دعوه ولجأوا إليه

والعبد عندما يسأل خالقه ورازقه تبارك وتعالى يشعر بنوع من الفرح والسعاة، لأنه سأل غنيا واسعا مجيبا كريما...
وما أجمل أن يسأل العبد ربه جل وعلا قائلا: يا رب، أنا الفقير اليك، وأنا المحتاج اليك.. خذ بيدي يا الله.. اهدني.. أعنّي.. وفقني.. وسع رزقي.. ويدعو بما يشاء.. وما عند الله أكبر..
واياك أن تسأل أحدا غير الله تعالى، فان في ذلك خضوعا وذلا لغير الله.. والمسلم لا يخضع ولا يذل الا لربه سبحانه:

ويقول صلى الله عليه وسلم: ان الله تعالى حييّ كريم، يستحي أن يرفع العبد يديه ثم يرده صفرا خائبا )) رواه أبو داود والترمذي..

أنت كمان كل ماتتعب الجأ الى الله اذهب للدعاء ....
مثلاً نفسك في بيت في سيارة في وظيفة في اولاد ..
تعال توجه للدعاء

سيدنا موسى بلا اى شئ معه.. بدعاء (( رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير } .القصص أية 24..
زواج وعقد عمل 10سنين ( وظيفة وسكن وزواج ومرتب ) بدعاء مخلص في ساعة .

أحد الناس كانت زوجته مريضه والاطباء قالوا استعدوا لوفاتها خلال ايام..
يقول هذا الزوج كنت فى العمرة و ظللت اصرخ كالأطفال وأنا أطوف (( يامن يجيب المضطر اذا دعاه )) زوجتي يارب .. كنت اصرخ من داخلي .. يارب... صرخة للداخل .. واستجاب الله له ....
يا مهمومين .. يامرضى ... عليكم بالدعاء .. فـ إن الدعاء كله خير .

الدعاء عبادة الأنبياء ... وهذا ماساحدثكم عنه غدا بإذن الله



 

رد مع اقتباس