دخلت بثينةُ يومًا على عبد الملك بن مروان، فقال لها:
‏ما لي لا أرى فيكِ مما كان يلهج به جميل؟

‏فقالت:
‏يا أمير المؤمنين، إنّه كان يرنو إليّ بعينين ليستا في رأسك.

وفي رواية قال لها ويحك يابثينة ماذا رجا منك جميل حين قال فيك ما قال ؟
‏قالت : الذي رجته منك الأمة حين ولتك أمورها

لذلك قال الشاعر :

بعين الحب أكتُب فيك شِعراً
‏أرى فيه الجَمَالَ ولا يرونَه

فـ عشاق الماضي كانوا يعشقون بالقلب وليس العين ..

كأن القلبّ قبل العين يعشقه
‏فعشق القلب قبل العين الهاما
‏فعشقُ القلب مثلُ الروحِ لا يفني
‏وعشق العين لا يبقى وإن دامَ