هل إن استقام اللسان يستقيم القلب؟!
أم إن استقام القلب يستقيم اللسان ؟!
في الحقيقة ...
اجابتي عن هذا السؤال كانت منطقياً
كمعظم إجابات من أجابوا على هذا التساؤل
و هي أن القلب هو الاساس
إن استقام استقام اللسان و سائر الجوارح معه
مصداقاً لقول النبي عليه الصلاة و السلام :
أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً
إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ،
وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ....
و لكن في حديث آخر :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :
لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ،
ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ....
و عليه فإن الإستقامة هي فعل مشترك
يتقاسمها القلب ..و... اللسان معاً ....كيف ؟!
القلب يحتاج من اللسان إلى دفعة أولى من الإستقامة
مُقدّم لها يتم دفعه و تأمينه
من خلال...
صدق اللسان
و الإمتناع عن الغيبة و النميمة
و قول الحق
و البُعد عن الفُحش
و حفظ الأمانات و الأسرار خاصة حين الخلافات
و تجنُّب كسر الخواطر
و التمرُّس في كظم الغيظ .
و جميع هذه الأفعال تحتاج من صاحبها لجهاد ليس بالهين
فإن تمكن الإنسان منها
و ملكَ زمام لسانه
فقد ساهم في إنارة قلبه
فإذا ما استنار قلبه
منحه قوة تحكُّم إضافية مضاعفة
و كأنها جائزته التي استحقها .
وهذا هو حالنا مع ربنا الكريم
ابذل جهدك في مسألة واحدة و احرص أن تتوفق فيها
ليفتح لك من فضله مسائل عِدة
و كأن كل ما يلزمك
هو أن تُري الله عز وجل منك صدقك و إخلاصك
ليتولى عنك هو تدبير سائر أمورك .
و الله أعلم !