الموضوع: واحة القلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-22, 10:10 AM   #2072
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:40 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




لا يُوجَد إنسان سوي منا
سواء بالغ أو صغير
إلا و قَد جُبِلَ بفطرته على حُب الجمال ....
فالجمال هو ...
زينة هذه الأرض
الحال الطيب زينة
القلب الطيب زينة
الخِلقة السوية زينة
الفِكر النّير زينة
الروح الطيبة زينة
الأولاد زينة
الأموال زينة
المنصب المرموق زينة
السُلطة زينة

يعني...
بإمكانك أن تقول
بأننا كبشر خُلقنا على هذه الأرض مع ألوان لا حصر لها من الزينة .
و غالبنا ظَنّ
أن زينتها أي زينة هذه الأرض
وُجِدَت لإسعاده و مُكافأته أو كإستحقاق هو يستحقه
لكنها ...ليست ...كما ظننا
فكلمة زينة = كلمة فِتنة ... في قاموس هذه الدُّنيا
لذا ...
فما أعجبنا أخطر بمراحل مما ننفر منه
لأن كل زينة من زينة هذه الأرض
لم تُوجَد إلا لتقُل لك...
أنا إبتلاء تعامل معي بما يُرضي الله
أنا وهم مؤقّت جئت لأكشف حقيقتك
أنا رسول جاء لإثبات طبيعة معدنك
أنا كاشف لمستوى إيمانك و يقينك بأن الآخرة خير و أبقى

لهذا السبب...
لكل أمر جميل في هذه الحياة عمر افتراضي و أجل
ثم ينتهي و يزول و كأنه لم يكُن
لكن الله عز وجل قدّر أن يُوجد في حياتك
ليمتحنك به
و لتعلم أنت المزيد عن نفسك
و تكتشف حقيقتها مع هذه الإبتلاءات
فأهم...و أصدق ...و أعمق معرفة للذات ...
ستأتيكَ عبر أحوال لم تتوقعها
لأننا بطبيعتنا كبشر....لن نرغب في أن نذهب للجنة الإمتحان
فسيّر الله عز وجل لنا إمتحاناته
مُبطنة و مخفية في أمور لن نرفضها
بل إننا...سنستفبلها بالأحضان....لأنها ( زينة )

و هذا الكلام ليس كلامي أكيد
من أين جئتك به ؟!
اليوم حينما تقرأ سورة الكهف بإذن الله
ستجده في الآية السابعة ....

هل هذا يعني أن استمتاعنا بما هو جميل هو مجرد وهم ؟!
ليس هكذا ...
فقط عليك أن تتعامل مع كل زينة تقابلها في حياتك
بما يُرضي الله
لا تسمح لها بأن تطغى عليك أو تُطغيك
لا تقبل أن تتحول من زينة وُجِدَت لتتحكم أنت بها
إلى قوة تتحكم هي بك
عليك دائماً أن تسعد مع القدرة على التحكم في نفسك
لا تنقاد...و لا تكن عبد ...إلا لخالقك

و تذكر...
غاية امتحانات الله عز وجل لك هي إبقاءك مخلوقاً حراً
لا يأسرك إلا محبته و رضاه وحده لا شريك له....سبحانه .....

انتبه لنفسك
و احمد الله أنه يرعاك
و يدعم فيك عبوديتك له
أي حريتك من قيود سواه .....


 

رد مع اقتباس