كنت في حضرتها و هي تحتضر
فكتبت هذه بعد موتها بشهور
13-7-2014
تم نشرها في منتدى سابق تم إغلاقه
،
(( في حضرة المحتضر ))
من حطام الحياة ، ماذا نملِك ؟!
جلستُ إلى جوارها ، قبل أن تُجاور خالقها بأيام
هي ليست أمي ، و لا من أفراد عائلتي ، و لم تكن يوماً صديقتي !
لكني كلما جاورتها شعرت بكل ذلك ، بكل ما أحتاجه
في لحظة عبوري للباب الذي يؤدي إليها ، أزكمت أنفي رائحة الموت
الرائحة التي تشبعت بها ذاكرتي من زمنٍ لم يمضِ قط ،
ها هي منكفئة في غيبوبة اختارَتها - قبل أن تختارَها -
احتضنتُ أصابعها التي أحيت الأمل فينا و رمّمت بقايانا كلما صفعنا حزن ،
أجزمت أنها تشعر بي - بصمت -
و تتحدث بصمت
كان الجلوس إلى جانبها يمنحني هيبة الحيّ ، فأحمد الله على حالها و كل حال
جلدها كالورق المهترئ ، مصفرّ مجعد يتفتت إن لامستها ، و يهوِي بك إلى الإحساس بأن دود الأرض يأكلك
اختفت الرائحة ، تَشبَّع بها أنفي و ذاكرتي
فتملكني الارتياح أكثر ، و بكِيت !!
تساءلت : ماذا لو رحلَت الآن ؟؟
في حقيقة الأمر ، لا أحد يحتاجها الآن
و إن افتقدها بضعة مئاتٍ من الناس !!
سنبكيها
و يكملون ما بدأناه منذ صباها
كنا نقاسمها الرغيف و تقاسمنا الحب و الخوف و الألم
سنتقاسم ما لم تتملّكه يوماً !
صفعتني رهبة ، ماذا لو ماتت في حجري الآن !!
لا أرجوكَ يا إلهي ، لن أحتمل اللحظة مرة أخرى !!
جرفتني عاصفة الفِكرة و رمتني خارج الغرفة
إلى الممر
إلى الشارع
إلى الفراق
حيث رائحة موت آخر
اسمه الحياة الدنيا
(( عندما كنتُ تأتأة ))