الأمر أنّه لا شيء يتعلّق بك وحدك وهذا هو جوهر المعاناة، فمهما أصلحتَ مِن شأن نفسك أو لم تلق بالًا بما تلقى من نكبَات ستكون مضطرًا إلى مشاركة مَن حولك مآسيه. سيخبرونك ببساطة أن لا تحزن وأنّه ليس في يديك إصلاح العالَم ولا تخفيف معاناته، تمامًا كالجمهور الذي يهتف لمُصارعه وهم يرونه يُهزم الجولة تلو الجولة، فلا الهتاف ينفعه ولا هو يملك خيار الانسحاب ولا هو يملك القدرة على الانتصار، بل غاية ما يمكنه تحقيقه أن يتلقّى الضّربات إلى أن يهلكه خصمه ويتركه بلا قوّة ولا حراك...