الموضوع: فوضي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-22, 12:25 AM   #98
ahmed 22

الصورة الرمزية ahmed 22

آخر زيارة »  اليوم (02:52 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي شفقة ولا مشاركة





من الارشيف 2020
empathy
sympathy

الكلمتين دول لو حطتهم علي جوجل ترانزليت هيدوك معني واحد في البداية وهو (العطف )..
بس فعليا اللي بتوحي بيه كل كلمة مختلف تماما .


الكلمة الاولي : التمقص العاطفي
الكلمة الثانية : الشفقة

انت مثلا لما بتيجي تتعامل مع شخص بيعاني من التنمر
بيكون المفتاح القادر علي تحسين المزاج الخاص بيه هي واحدة من الكلمتين دول ..
والكلمة التانية قادرة تدمره وده علي حسب وعيك وفهمك ...
لأنك ممكن ما تكونش عندك ادراك باللي بتصدره للي قدامك ..

لأنك لما تشفق عليه بتدمر حياته
ولما تعامله بنوع من التقمص العاطفي بتحييه من جديد ..

الاتنين تعاطف .. والاتنين فيهم نوع من الاحسان
ولكن الاحساس اللي بتصدره للشخص اللي قدامك بيختلف باللغة اللي بتخاطبه بيها ...
يا هل انت بتصدر ليه احساس بالشفقة .. ولا احساس بالمشاركة ...

احساس انه مستضعف
ولا احساس أنك بتفهمه انه مثلا لو انت مكانه هتصرف كذا وكذا
وبتحسسه انه قوي وقادر انه يتخطي الفترة دي من حياته ..

علاقة التنمر دي موجودة علي مستوي اكبر في بعض البلدان اللي بتنتمي للعالم التالت
بس الفكرة ان بعض الحكومات بتتنمر وفي نفس الوقت بتعطف _ اضرب ولاقي _..
فتلاقي الحكومات بتعامل الفئة المستضعفة من الناس بشفقة
اكتر منها مشاركة واحساس بيهم وبمشاكلهم ...

عاوزة الناس تطلع ليهم .. مش هي اللي تنزل للناس ...
دايما بيفكروا الناس بفضلهم عليهم .. مش ان لو شئ كويس حصل فده حق ليهم ..

الشفقة دي بتكسر الناس وبتخليهم طول الوقت راضيين بالأمر الواقع ..
احساس انه بيترميلك لقمة واحنا بنتفضل عليك بيها هي النقطة اللي بتكسر الطموح عند الناس ..
وبتعمل ليهم احباط بأنها تواصل للامام .. وان الوضع دايما يبقي علي ما هو عليه ..
... لأنك مهما كنت بتبني في حجر .. مش بتبني في ناس .. البشر اساساته واقعة .

مفتاح المشاركة او حلقة الوصل والامان بين المواطن وبلده في العصرالحديث
اللي المفروض ادارتها بشكل صحيح بيكسر الشفقة هي شبكات الامان الاجتماعي ..

شبكات الامان الاجتماعي .. عبارة عن مثلا نظام معاشات قوي او بدل البطالة
او زي حتي ما بنسميها عندنا في مصر تكافل وكرامة او البرامج الموجهة لصالح الفقراء وكدا ....
واكيد بتكون نسبية بين كل بلد والتانية ... مش هقولك ان مطلوب مثلا تكون تنزانيا زي المانيا ...

بس الفكرة انك تكون مبرمج اقتصادك من سنين تراكمية طويلة انه تكون الاولوية لخدمة المواطن
ده شئ بيصنع التطور والحافز في الناس .. اقتصاد تراكمي فيه جيل بيكمل التاني ..
ورئيس بيكمل رئيس ..مش مجرد انك طول الوقت كل ما حد جديد ييجي عمال يهد ويبني ..
واللي بعده يهد ويبني .. وتخصص كل اقتصادك في انك تبني وتهد طول الوقت ..
المشكلة انك عمال تبني وتهد في مدارس مثلا..
وناسي الناس اللي عمالة تتهد جيل ورا جيل في افكارها .. كأنك حافظ مش فاهم ..

وعمرها ما اتغيرت ببناك لمباني بعكس المفروض توجهك يكون بناء لحياتهم وافكارهم
وهما بعد كدا هيقدرو يبنوا مرة واحد من غير هدد ...

عامة فيه احصائية في الخارج بتقول ان حوالي 36 % من البشر بتتغير حياتهم للافضل
وبيخرجوا من خانة الفقر بسبب شبكات الامان دي .....
لانها بتخلق الحافز للاستمرار .. لأن جزء كبير منهم بيكون جزء من اساس وتطوير البلد ..

هنا الامان مش بيكون بداعي الشفقة بتكون بداعي البناء
وانك ماتخسرش في انسان قادر بعقله انه يقومك بعد كدا ويساعدك بدماغه ...
ومش مجرد بتديله فلوس .. في برامج للتغذية وبرامج تعليمية وحاجات كتير بتأسس لبناء مواطن ..
اكيد البرامج دي مش هتمنع الفقر او هتمنع مظاهر التشرد في اي بلد ..
بس بتخفف بنسبة كبيرة من انخفاض العقول القادرة علي التطوير .
بتدي نفس لحياة ممكن تضيفلك بعد كدا وتقدر تنقل تجارب وضعها بانها تحسن فيها لما توصل بعد كدا ..

و قوة شبكات الامان في اي بلد يعتبر المقياس للمزاج العام ان كان للافضل او للأسوأ ..
المزاج العام للفئة المتضررة الأكبر او الفئة الغالبة في البلاد
من اللي عايشين في الفقر و ما قبل الطبقة المتوسطة ...

لأنها هي اداة الوصل بين وطن وابنائه ... يا هل البلد عندها احساس بأبنائها او لا ..
بتعطيهم الاولوية في قراراتها او لاء ...يا هل فعليا الناس عندها قدر من الامان كافي
لما تتعثر في حياتها بأنها هتجد شئ ولو بسيط هتستند عليه ولا لاء ..

يا هل المشاركة دي هتكون لمستحقيها او لاء ..
ويا هل الشبكات دي قادرة علي احداث طفرة في حياة بعض الناس
بأنها تخرجهم مثلا من حلقات الفقر لمستوي افضل او لاء ....

يا هل هتقدر تكفي الناس من اسألتها ولا لاء ..
الفكرة مش انك تديهم قرشين يعيشوهم يومين فكدا انت قمت بدورك ..
كدا انت يا دوب بتتصور انك بتتطهر من ضميرك ...
طول ما الناس بتتسائل .. طول ما اعرف ان المزاج العام متوتر ومتردد ...

بس هتلاقيه دايما مساند لبلده ...
لأن الدول بتبرمج عقول مواطنيها علي حسب ما الامر الواقع بيتفرض كإرث متواصل لسنين طويلة
طالما مافيش حلقة كسرت الروتين الفكري المتواجد ...
مافيش اختلاف في لغة كلامك مع الناس ..
وبالتالي مافيش شحنة جديدة بتدفعها في الناس انها تواصل وتستمر ...
بس حافزهم بيكون وطني فقط .. ودي الحاجة الوحيدة اللي بيربيها اي نظام في بلد ..
ما تقولش ايه اديتنا بلدنا .. قول هتدي ليها ايه ..

بس فكرة انك تغرز العطاء من غير مقابل ..علي قدر ما فيه زهد من الناس ..
علي قدر ما فيه نرجسية منك .. لان المواطن هيقوم بدوره في الدفاع عن بلده ..
بس انت مش هتقوم بدورك انك تحييه في بلده.. فلما ينتهي الدافع الوطني ..
بيظهر الدافع الشخصي .. كلها احاسيس مؤقتة .. مافيش دافع مستمر ..
وحتي الدافع الوطني ممكن يقل من جيل لتاني .. نتيجة احساس بالنقمة بيزيد ..

لأن احساس انك تكون راضي بقضاء الله شئ ..
وانك تكون راضي بالامر الواقع ده شئ تاني ... ده بيأخرك كدولة سنين ضوئية للخلف ...
لانه احساس مخفي من الناس طول ما الحياة ماشية وانت طول الوقت بتجري من غير امل ..
احساس اختلافه بيقوم دول وبيهدم دول ...لانه احساس من غير طموح ..

ولو الطموح اتوجد هيكون في الغالب شخصي .. مش لصالح البلد ...
ولو الصعود اتوجد لشخص هيكون غالبا لاتجاه شمال انت بعد كدا بتيجي بتنبذه
وبتخلق قصص بتتحكي بعد كدا ان ازاي الظروف الصعبة خلقت وحوش ..
ان ازاي الفكرة اللي خلقتها بداخل الناس مع السنين عملت جواهم في الغالب تشوهات نفسية
وشروخ طول ما حلقات الايمان بتقل نتيجة الانهيار الاخلاقي للمجتمع
اللي هو دايرة مفرغة من الظروف اللي خلقتها بتعاملك مع الفئة المستضعفة من الناس ...
يعني بتلاقي الناس عايشة في دواير ..
فصمود الفرد تجاه المحن والاختبارات بيبقي اصعب ..
لأنك مش مخلي حياته اسهل او اولوية ليك ..

اخيرا مافيش مبرر لدولة انها تربي احساس الضغف وقلة الحيلة في ابنائها..
الا ارث طويل من سوء الفكر وقلة الحيلة مش اكتر اللي اتبنت بسنين اطول ..
وصنعت برواز لطيف لدكتاتورية القرار واالآنا وازدواجية المعايير
والاهم من ده كله تكبر في عدم الاعتراف بالخطأ والمواصلة فيه للنهاية في بلاد العالم التالت ..
لأنه كله بيتهيأ ليه انه مافيش حساب قريب ..




 

رد مع اقتباس