العنوان : حقائق لا نحبها


تلاقي واحد عند كونتر الاستقبال يصارخ و يهاوش على مشكلة تأخير بسيط بالدخول على عيادة الدكتور

وآخر يتذمر من الخدمات الصحية

وثالث يتأفف من طول الانتظار

ورابع يشتكي من زكام وكأن الدنيا واقفة على رأسه

وخامس مضطرب من نتايج تحليل ونقص فيتامينات


جميع هؤلاء تافهون ومشاكلهم تاففة ليس لها قيمة البتة في عين ذلك المريض الذي للتو خرج من عيادة الدكتور مصدوما مذهولا مشدوها من هول ما نتج عنه التشخيص من مشكلة اورام خبيثة منتشرة في جسمه وليس لها علاج الا انتظار الموت

هذا المريض وفي عنفوان شبابه قد فاجأه المرض على حين غرة

حديث عهد بالزواج وحديث عهد بالوظيفة في مقتبل عمره وريعان شبابه

لديه قائمة طويلة بالاحلام والطموحات والاهداف التي يجب ان يسعى لها بكل جد واجتهاد

قد هوت هذه الاحلام والطموحات في لحظة إلى اسفل سافلين

اصبحت الوظيفة التي طالما حلم فيها ..... تافهة

والكمال الذي يسعى اليه...... تافة

المال على رأس الاولويات التافهة في الحياة

لو سألته عن حياته والايام الخالية التي قضاها متوترا ومغضبا بسبب اشياء لا قيمة لها

لأجابك أنه لم يقدرها قدرها الحقيقي وأنها في حقيقتها غير ذات قيمة


الاحقاد التي نكيلها لبعضنا البعض على قمة الهرم التافه .....

ولسان حاله يقول :

عيشوا حياتكم سعداء قبل ان يأتيكم من البلاء ما هو اشد واطغى