بعيدا عن كل النقاشات و التجاوزات التي حدثت
أدلي برأيي أو بالأحرى مفهومي لإنكار الذات
و هو كما أفهمه و يحلله عقلي القاصر
هو إنكار الإنسان لقدرته على بلوغ شكر الله و حمده
على كل عطاياه
التي تبدأ مذ انعقدت نطفته و حتى اللحظة التي لا زال بها حياً
ينكر قدرته أن يكون شيئا إلا بالله
و ينكر قوته بلا حول الله و بلا قوته
و ينكر قدرته على مكافأة هبات الخالق عليه سواء بالعبادة أو بعمل الخير
هو يعترف أمام الله فقط و لا سواه و في خلوته
أنه عاجز تماما و لا قيمة له أمام خالقه سبحانه و تعالى
لكنه أمام العباد
يعمل كما تقول الآية : و أما بنعمة ربك فحدث
و الحديث لن يكون فقط بالكلام بل باستخدام هذه النعمة
استخدام العقل و الحواس و المشاعر مع صيانتها
و إن صيانتها هو شكر لله و عرفان بفضله
أما عن سلوك بعض البشر في سلوك نهج إنكار ذاته
ففيه من بخس لحقوقه التي كفلها الله له
فالحياة بين الناس تعتمد على العطاء و الأخذ
فحتى في أسمى العلاقات الإنسانية
ألا و هي الأمومة و الأبوة
لا ننكر أن الوالدين يتوقعان الإحسان من أبنائهم إبان الكبر و العجز
فعلاقاتنا نحن البشر تحكمها الفطرة
و الفطرة السليمة تنتظر جزاء و ثواباً
فكما ننتظر من خالقنا الأجر و الثواب على القليل الذي نعمله
فنحن نرجو و نتأمل أن نلقى الجزاء و لو بكلمة شكر عرفانا بالعطاء
هنا ينتفي إنكار الذات مهما ادّعينا
و إلا
فما الذي يجعل الأبوين يحزنان إذا عقّهما الأبناء
يحزنون لأنه خالف وصايا الله و ما جازاهما بالإحسان
أكتب هنا رأيي الخاص
بعيدا جدا عن رأي شطرنج أو أي أطراف معنية
أكتبه من خلال قناعتي الخاصة التي أدركتها من خلال تعاليم والدي المرحوم
و أرجو أن يكون ذلك وفاء مني له
حيث كان رجلا اتفق الجميع على صلاحه و حكمته و اتزانه الفكري و الديني
شكرا للجميع