عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-22, 09:03 PM   #668
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (07:38 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



بالأمس،
حين كُنت سعيدة،
كان طعم الحياة حلوًا،
مثل مطرٍ على لساني،
لكنني،
وكمثلِ لعبة حمقاء،
عابثتُها،
كما يعبث نسيم العشايا،
بذُبالات الشموع،
آلافٌ من أحلامٍ حلمتها،
وآمالٍ رسمتها،
بنيتها كلها،
يا حسرتي،
على رملٍ واهنٍ،
لا يثبتُ على حال،
تعلقتُ بالليالي،
ونأيتُ عن وضح النهار،
والآن،
الآن فقط،
أرى كيف فرّت السنون،
بالأمس،
حين كُنت سعيدة،
كثيرٌ من أُغنيات السعادة كانت،
بإنتظار غنائها،
وكثيرٌ من جامح الملذات،
تقبعُ في خزائني،
وكثيرٌ من الآلام،
رُفضت عيناي،
عيناي المبهورتان،
أن تراها سريعًا،
كنتُ أجري وأجري،
حتى نفد الزمان والسعادة،
لم ألتقط أنفاسي،
لأُفكر في مغزى الحياة،
وكل حديث أستعيد اليوم ذكراه،
ما كان إلا لأجلي،
لأجلي أنا وحدي،
بالأمس،
كان القمر أزرق،
وكل نهارٍ مجنون،
كان يمنحني شيئًا جديدًا أفعله،
وكان سحر السعادة في يدي،
كعصًا في يد ساحر،
فلم أُبصر الخراب،
والخواء الذي يمتدّ خلفه،
قد لعبتُ لعبة الحب،
في فخارٍ وكِبر،
وكُل نارٍ أوقدتها،
خَبَت كلمحِ البصر،
وأرفضّ من حولي الصحب،
فظللتُ ها هُنا،
على المسرح وحدي،
حتى خِتام الرواية،
وفي أعماقي أُغنياتٌ كثيرة،
لن تُغنى،
وها لساني،
يذوقُ مُرَّ الدموع،
وها هي الساعة قد أزفت،
لأدفع الثمن عن أمسي،
أمسٌ حين كُنت،
سعيدة.


 

رد مع اقتباس