عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-22, 12:11 PM   #86
تراجِيدِيا

الصورة الرمزية تراجِيدِيا
بُــــكاء قـلـب .

آخر زيارة »  12-21-23 (05:07 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



.

.

.



غابَتْ عن عيني أيامًا
كِدتُ أصالحُ فيها نفسي
وأُمنِّيها بالنِّسيانْ..
أشغلُ عقلي فيها بأمورِ الدنيا مِن حولي
في دوَّامةِ ما يُلهي قلبَ الإنسانْ
أو ما يَسخرُ منهُ كلُّ بَنَانْ!
لكنَّ نداءَ السَّحَرِ الخافت مثل تَرانيم الأذانْ
يهتفُ بي في كلِّ صباحٍ: كيفَ تنامْ؟
قُمْ واسمعْ ما يُحيي الكونَ من الألحانْ.

انهضْ! لم يَخْبُ بقلبِكَ نبضُ الوِجدانْ
ما دامَ لديكَ دماءٌ تجري لا تُنكِرْ ما
يدعوكَ إليه الفجرُ مِن النَّغَم الرَّنَّانْ
فنسيمُ الفجرِ نسيمُ الروحِ إذا انتعَشَتْ
بتأمُّلِ حُسنٍ فتَّانْ!

وانشُدْ صَفْوَ الروحِ إذا امتزجَتْ
في لحظةِ صدقٍ بصَفاءٍ أنقى
لا يَنطِقُ بلِسانْ..
وستعرفُ ساعتَها أنَّ الصمتَ قرينُ الحقِّ
وأبلغُ من كلِّ بيانْ.

وإذا كانت قد غابتْ عن عينِكَ فغَدَا
للصَّمتِ كهوفٌ مُوحِشَةٌ في أعماقِ النفسِ
ويَمرَحُ فيها الجانْ..
فبأعماقِ الصمتِ نذيرٌ أن الكونَ الزاهي المُزْدانْ
لا يلبثُ أن يَجرِفَه الصمتْ
فإذا هو فانْ..
الصمتُ نداءُ السِّحرِ الحقِّ فأنصِتْ
تسمَعْ صِدقَ الألحانْ!


[الشاعر الألماني غوته – قصيدة: نداء السَّحَر]



.

.


 

رد مع اقتباس