اعتادت و منذ طفولتها أن تراقب الآخرين و تحشر أنفها فيما لا ناقة لها فيها و لا جمل
بلغت و تزوجت و أصبح لديها أسرة تحتاج منها لأن ترعاهم و تراقبهم وفق صلاحياتها كأم
لكنها عجزت عن أن تستوعب هذا الأمر و بقيت بل و تفاقم فيها الفضول
للحد الذي وصل بها إلى أنها لا ترى فيما تفعله عيباً و تستمرئ هذا الفضول و المراقبة المؤذية التي قادتها للغيبة و النميمة و البهتان
دون الالتفات إلى ما يدور في بيتها المهمل من تخبط في علاقتها مع الزوج
و تجاهلها لحاجة أطفالها لها في غير ما يتعلق بالمأكل و الملبس
من أمور الحنان و الاحتواء و بناء علاقة سوية بين الأم و أفراد أسرتها الصغيرة
و لأن الدنيا لا تبقى على حال و من سماتها الفراق
تفرق الأبناء عنها و لم يكونوا ذخراً لأيام المشيب فشغلتهم الحياة و الوظائف و بناء حياتهم الخاصة بعيداً عنها
انتبهت عندها إلى أنها يجب أن تراقبهم لتعرف ما الذي يجري معهم
لكن الوسيلة اختلفت في زمنهم فال**** الإلكترونية خلقت بينها و بينهم حاجزاً
و استطاعوا أن يخفوا مواقبت تواجدهم و إخفاء نشاطهم اليومي عنها
و كل ما تبقى لها هو يوم الزيارة الأسبوعي الذي يجمع الأبناء بوالدهم
و تبقى هي كالأطرش في الزفة لا تفهم الألغاز التي يتحاورون بها و الأحداث التي يناقشونها .