رسالتي الأولى للغِيابِ..

رسائلُ الغِياب..بلا عنوان

غابت عني ..فتبًا لكَ

أحاورك أيها الغياب..

أسألك..أتوسلك

أين أخفيتها..؟

كيف طاوعتها..؟

خطّطتْ..ونفّذتَ

إبتعَدَتْ..واشتركتَ

سكَنَت المجهول..

وأنت هو المجهول..

أنت المجرمُ..

تُحرقُ قلوبَ العاشقين..

تفجرُ ينابيع دموعهم..

تُثقلُ صخور أحزانهم..

مجرمٌ أيها الغياب..

أخفيتها عني..

جعلتَ الحسرات تسكنني..

جمَّدَت دم العِشق في عروقي..

قرَّرت أن أحاسبكَ..

أعذبك..كي تعترف

وحين إعترفتَ..وأنت تحتضرُ

وقبل أن تموت نطَقت..

ويا ليتك لم تفعل..!

قلت أنها في غيبوبةٍ..

قلتَ أنها مريضة..!!

استضافها المرضُ اللعين..

////////////////

رسالتي الثانية الى المرض..
ما عساني أقول لكَ..

فالكل يكرهكَ..

ما عساني أفعل..

ودموعي تتوسلكَ..

كيف تجرأتَ على حبيبتي..

ومن جسدها الطاهر تمكنتَ..؟

كيف سمحتَ للألمِ أن يستوطنها..؟

أكرهكَ وأتوسلكَ..

يا ألمًا مزَّق الفؤاد..

غرَزَ السكاكين فب الاحداقِ..

يا جُرمًا أُرتكَبَ..

يا حسرةً وِلِدَت..

يا دمعةً ثُكَلَت..

تحتل جسد حبيبتي..!!

ما أقساكَ وأرذلكَ..!

هي برِقَّةِ النسمات..

بعذوبة زمزم..

بعِطر الياسمين..

ببراءةِ الطفولة..

بجمالِ الربيع..

شلّالٌ من جمالٍ..

بل هي الجَمال..

اسطورةٌ من خيالٍ..

الرقّةُ والطِيبة..

أجمل حبيبة..

الحلمُ والحقيقةُ..

فاذا بالغيبوبةِ أشفَقَتْ..

قالت سأرحلُ عنها..

حبيبتكَ تحدثت ونطَقَت..

وسأسلمكَ للقلقِ

//////////////

رسالتي الثالثة الى القلقِ

أيها القلقُ القاسي..

يا عميدَ المآسي..

تحتلُّ روحي ورأسي..

وتنافسُ أنفاسي..

أيها القلقُ الخبيث..

اعتقني..أنا السجينُ

فاض بيَ الحنينُ..

تتلاعبُ بأفكاري..

تعبثُ بوساوسي..

تُحرقُ احساسي..

كما تفعلُ الشياطينُ..

تهددني بالفِراقِ..

تهددني باليقينِ..!!

تكالبتما عليّ..

أنت والأرق..

أشفِقْا واغمضا لي

ولو عين..

استعنتُ عليكما باللهِ

وهو القوي المتين..

بالصلاةِ بالدعاءِ..

بالأملِ بالرجاءِ..

بدموعِ المتأملين..

ستشفى رغمًا عنكما..

ستعود حبيتي..

وسأبقى أنا


من العاشقين..