أُعاتِبُ نفسي عن هواها وأخلِقُ
من كل ظرفٍ عن لِقاها يُبعِدُ
مَدْعَاة عبدٍ في القِتالِ صابرًا
عن فعل ذنبٍ بعدهُ لا يجحدُ
قلقالةً نفسي بغيرِ ركوبةً
للدم جلجلةً ورمحَ شاهِدُ
إنَّ القنا إذّ حُدَّ وأنتفض الثرى
والموت يدعو كل حامل راشِدُ
والحرب أبدت فيضها وتزلزلت
فتبدلت قِممُ الجِبالِ بفاسِدُ
ندعو لها من ألِ فايز ثُلّةً
خيرا الشِدادِ من رجالٍ أحمدُ
ما زادهم شرف اللقاءِ مكانةً
شرفًا نسابتهم لشاجرا مولِدُ
قومٌ فضائلهم يراها كفيفهم
طُرًّا كائنهمو شُعاعَ مُحمدُ
برقًا سنا في الأرض أحيا هالِكًا
من جيفةً لِجنةً تتقصدُ
فيهم سنامُ الدينِ يغدُ واضِّحًا
من فيطمٍ عند الصُراخ موحِدُ
أنَّ الكِتابُ في أيادي الجُهَّلِ
كالنجم يهدي زائغًا لِسُؤْددُ
ولهم فتًى عند الوغى لَهاديًا
كُلّا أحمرًا في حدهِ لا يسجدُ
ففطيمُنا في المهدِ قابَ عنترًا
وإذا أستوى من حالمٍ هو خالِدُ
وإذا التقا الجمعانِ شمّرَ ثوبهُ
وتهلهلت منهُ الفصاحة تزهدُ
فحياتك في عزةٍ خيرًا لك
من ذلةٍ يرجوك فيها الحُسّدُ
إن العصا للشرِ خيرَا بلسمًا
تُعطي لك صدقَ حديثِ العابِدُ