اعتقد ان الوقات قد حان لنتفهم
أن النسوية تعدت كونها مجرد حركة ...
لكي نقوم طول الوقت بإلقاء اللوم علي هؤلاء
الذين يجهرون بها ...
فهؤلاء ليسوا سوي مهرجين في سيرك محدود..
وأننا كعرب لم نكن المستهدف في البداية
لنعيش تحت ظل المؤامرة ..
بل الغرب كان لهم شئونهم مع النساء
وهناك ظلم فادح للمرأة في القرون الوسطي
وانتقل إلينا هنا مع الوقت بفعل العولمة ليس أكثر ...
الأمر ليس فيه من المؤامرة بشئ ..
هؤلاء في الغرب يرون في تلك الحياة ملاذ
ولذلك هم لا يبذلون مجهود ليظهرون ذلك ..
فقط انت كمواطن عربي تشاهد الوضع
وتختار ما يناسبك من بعيد ..
فإذا كانت اوضاع مجتمعك سليمة
لم تكن لتتأثر ولم يكن ليظهر منادين للنسوية
بل كان هناك مظلومية للمرآة في بعض البلدان
وتلك المظلومية مع الوقت تحولت لزريعة
لكي نتشبه بكل ما هو غربي
كتطور طبيعي لمجتمعات منعدمة الإرادة...
بسبب قوة ظهور الأقوي كمستعمر
وهو الغرب ... فكان لمعان مجتمعاتهم
اخر قرن أكبر من أن نقاومه في ظل أننا
كنا بعيدين تماما سواء عن سلم الحضارة
ومهيئين لأن نتسلم الدفة في مجتمعاتنا
لكي نصبح مثلهم ..

ولذلك الآن
البعض لا يحتاج لأن يتابع الحركات النسوية
لكي يردد ما يقولونه ..
بل هم بالفعل يطبقون ومتشبعون
بكل ما تنادي به الحركات النسوية
دون دراية بوجودها اساسا ..
فعلا واسلوب حياة وليس قولا ..

أو الأمر في عقولهم ولا يجهرون به ..
الشعور بالاضطهاد يتنامي عند البعض
عندما يجدون قريبين منهم يعيشون حلما
قد يبدوا جميلا من بعيدا بمدي السطحية التي تنامت
في عقول الأغلبية ..
لأنها مزعزعة في عقيدتها حاليا ..

ولان النسوية فكرة تغلغلت داخل المجتمعات وأنتهي
اصبحت لا تحتاج لمن يدفعها ...
بل نمت لها جذور في المجتمع ..
يكفي أن تنظر من حولك
لتفهم أن ما تقوم عليه النسوية
أصبحت أسلوب الحياة في بعض الدول العربية
و تشق الطريق فكريا في المنتصف
عن طريق التقنية والتكنولوجيا
في دول آخري ..

لماذا نتناسي دائما أن العالم أصبح قرية صغيرة
ولماذا لا نفهم أن التقنيات الحديثة كفيلة
بأن تملأ رؤوس ايا كان بأي شئ ..
وتجد الصغيرات والكبيرات يتطلعن بكل شغف
لأسلوب هؤلاء من في الخارج بكل بساطة عندما يرونهم
عبر شاشات التلفاز قديما
او فيديوهات مواقع التواصل حاليا..

في مجتمعات عربية أصبحت من أكبر نسب المتابعين
للمواقع الإباحية حول العالم ...
وهذا واقع يجب النظر إليه بشكل ما
لأنه يؤثر في عقلية الرجال والنساء بشكل ما ايضا
الكثير من الاحصائيات السلبية
اذا وضعناها امامنا سنعلم أننا في وضع
أكبر من نقاش او نصيحة ..

ولماذا لا نري أن الدول العربية مثلا
عندما تريد أن تخطب ود المجتمع الدولي
فأنها تدس العديد من القرارات التي تخص المرأة
لتظهر بكل تلقائية فقط أنها كانت مقهورة
والأن اصبحت تتمتع ببعض الحقوق المحرومة منها
ومازلنا نعمل علي تدشين بعض الحقوق الآخري
لنقدمها طبقا لخطوات مستقبلية
كزريعة للتقرب من القوي الدولية العالمية

ولماذا لا نعود للخلف قليلا في مجتمعاتنا
ونفكر ببساطة أين كانت المشكلة تحديدا
لتتغلغل تلك الأفكار وتنسل بين ايدينا بتلك البساطة ؟

البعض قد يندد بالنسوية ويراها بعين استصغار
ولكننا في المنتديات
مجتمع محدود بالعشرات ...
من فيه لا يعبر عن شكل مجتمعاتنا بالكامل ..

ولن يظهر فيه سوي هؤلاء الذين يظهرون النسوية
بالمظهر المرعب ..
أما هؤلاء المؤيدين او المزعزعين فكريا
لن يدخلوا أنفسهم في دوامات نقاشية كتلك ..
وبالتالي النقاش من جانب واحد ..
ولذلك لن نفهم أبدا ضراوة الأمر ..

لأن الأمر في عقولهم بديهي طبقا للمدخلات التي تلقوها من حولهم ..

فلا تجعل طفلك او طفلتك مثلا تتابع مسلسلات أو افلام اجنبية او حتي عربية
ليل نهار.. وتتشبع بكل الأفكار المليئة بالتحرر ..
وتعتمد علي الحظ بعد ذلك لكي تستطلع المنتج النهائي ..

وفي مرحلة ما تأتي لكي تشجب ابنتك عندما تؤيد تفكير النسويات ..
او تجد رجال مستأنثين دون نخوة في المجتمع
تقبل كل شئ باسم التطور والحضارة
وان كل مناداة دينية هي رجعية مع الوقت

نحن صنعنا الظاهرة ..
ولكي نمحيها نحتاج سلوك مختلف
الرأي والكلمة ليستا رأسا الحربة لهذا السلوك
بل الطريق الذي سيتبناه الرجل
ليظهر للمرأة أنها ليست مضطهدة
وأنها سيعاملها بحق كما أمر دينه
وقبل ذلك يجب أن يفهم دينه من الاساس
فهذا طريق طويل يحتاج إرادة وحسن إدارة ..

لأنه إذا نظرنا للخلف كما ذكرنا
سنري أن ارضنا خصبة لتلقي كل الأفكار النسوية
بشكل رحيب ...
لأننا افواه بدون أفعال تؤيدها
بل شركاء للنسوية في مجتمعاتنا
نساعد في انتشارها بكل بساطة ..