عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-22, 11:00 PM   #30
النايفه

الصورة الرمزية النايفه

آخر زيارة »  يوم أمس (01:18 AM)
المكان »  الكهوف :)
الهوايه »  الشعر والأدب

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متأمل مشاهدة المشاركة
ً
ً

ً
ً



كل شيء اذا تجاوز الحد فسد
وكل تجاوز ينتج عنه ضرر او اثم
فهو ممنوع وممقوت ومحرم

وحتى ادلف الى صلب الموضوع
اقول بان الغزل في ذاته لا شيء فيه
طالما كان مساره مستقيماً وواضح
كأن يكون في زوج او زوجة
ولا تضر فيه المصارحة
دون اسفاف ودون تدنٍ وفحش
كما في قصيدة البردة
والتي القيت على رسول الله
وكانت تقول :

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ

وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ

شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ

تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ

يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ


هنا يتغزل كعب بن زهير في سعاد
وهي زوجته امام رسول الله
ولم ينهه الرسول عن ذلك

وهذا النوع من الغزل لا شيء فيه
بل قد يؤجر الشاعر عليه
لانه استخدمه في حلال


نأتي للنوع الاخر من الغزل
وهو ما يسمى بالغزل العفيف
كأن يتغزل الشاعر او الكاتب
في امر مبهم مستتر
على شرط ان يكون غزلاً عفيفا
اي لا تبذل فيه ولا فحش ولا مجاهرة
وهذا النوع ليس فيه شيء
ولم يقل احد بأنه لا يجوز
واظن الاغلب هنا على هذا النوع
فالشاعر يكتب قصيدته فيمن يريد
دون افصاح عمن يعنيها
والكاتب والاديب كذلك

واعتقد بان القصد من طرح الموضوع
هو التجاوز الغير مبرر ولا مستساغ
كأن يتغزل الكاتب او الشاعر
ويجاهر بالذي يعنيه دون حياء
ودون اعتبار لمن سوف يطّلع
وهذا الامر يعد من المجاهرة
ولا يعد من الغزل العفيف
بل مجاهرة بالتشبب باعراض الناس
وهو ما يدعو الى فتح باب الفحش
والانحطاط الاخلاقي والمعنوي
في المجتمع وفتح باب المجاهرة
والدعوة الى عدم الحياء والحشمة
والاصل ان يستتر ويعف عن ذلك

نحن نكتب الغزل وانا شخصياً اكتبه
لكن دون اي تصريح او تجاوز او فحش
لان الله يغفر للمذنبين الا المجاهرين
وفي الاثر " اذا بليتم فاستتروا "

لذلك ليس الاعتراض على الغزل في ذاته
لان النفوس تتشوف الى هذا النوع الوسيم
الرقيق العالي الحس ، والعذب التذوق

بل تطلبه وتستمع به ولو لم يكن فيها
وتنفر من الغزل الفاحش المتفسخ
كما في اشعار المتقدمين والمتأخرين
امثال امرئ القيس وعمر بن ابي ربيعه
وهولاء من المتقدمين
وامثال نزار قباني وغيره من المتأخرين
والاخير هذا بالذات جعل جسد المرأة
مائدة يلتهم من جسدها ما يريد
وخارطة يستعرضها دون اي حياء او حشمة
ومسرحاً لشهوات نفسه ونزوات غريزته

وكل متبذل مجاهر مستعرض بمن يحب
_ يزعم _ هو في الحقيقة كاذب
واكذب من قال ولا امانة عنده ولا عهد
ولا حب لديه صادق ولا وفاء
فقط استعراض مشاعر ووهج الفاظ
ومصالح غريزية ومقاصد خبيثة


قلت ما قلت على عجلة من امري
واعتذر لو لم يكن هناك ترتيب للافكار
ولكن من باب المشاركة في هذا الموضوع الهام
ولاني لو انتظرت حتى اتفرغ لم اكتب ولم ارد


النايفه اشكرك




تقديري



ِ

حيا الله الأخ متأمل
كان يعنيني تعليقك تحديدا لاني أرى خامة الغزل في كثير مشاركاتك
الغزل العف والعذب الذي ترتوي به عيون القراء

يحدث ان اخوض مع الاخ متأمل بعض الحوارات هنا وبشكل خاص
نتفق تاره ونختلف تاره " وافصل " عليه تاره
يغلف حواراته برداء الإحترام دائما

أثمن هذا المرور
مع فائق التقدير


 

رد مع اقتباس