عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-22, 08:42 AM   #724
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (04:55 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أنا لستُ هُنا الآن،

أنا هُناك،

في فسحةٍ رحبةٍ للرقص والنّقر،
بخفّةٍ على الأرواح،

هُناك،
أنقرُ بطرفِ إصبعي على شِغافِ قلبك،

يرتدُّ الصّدى أسرعَ من الأصل،
أعلى وأكثرَ دِفئًا،

ويرتدُّ الدّمُ إلى رأسي،
نقرةً نقرة.


أنا لستُ هنا الآن،

أنا هناك،

أختارُ لونًا ما من الصّحن البلاستيكيّ الأبيض،

لونًا يشبهُ مشاعري ربّما!
أو ربّما يُشبهُ ظِلًّا شحيحًا تحت عَينيك،

أو ربّما يشبهُ الحنينَ الّذي تنبّأتُ به،

لونَ البنفسج،

أرسمُ على وجهي الآخر بضعَ خصلاتٍ،
تركضُ بإتّجاهك،

ابتسامةً عريضةً حادّةَ الزّوايا،

فإنْ لم تسمع صراخَها،
فستجرحكَ بلا ريب،
وسيسيلُ الدّمُ مِن قلبكَ من دون أن تُلحظ،

أرسمُ كُحلًا غامقًا بلونِ شعركَ الأشعثِ،

أرسمُ قُبلةً على شكلِ جُرح،

حمراءَ بما يكفي الوَجَع.
أنا لستُ هنا الآن،

أنا هناك،

أخلعُ يدي اليُمنى،

أُغطِّسُها بحليبِ القلب،

وأعيثُ ألوانًا على جِلدكَ الغَامق.
شهيق.. زفير

شهيق.. خرير
شهيق...وثير

جسدُكَ العابقُ بالوله،

وثيرٌ بَوحُكَ الكتيم،

وثيرٌ وجهُكَ العربيّ،

جبينُكَ المستطيلُ نحوي بِشغف،

ثَغرُكَ الّذي تفتّقَ عن وجعي كلّه.

شهيق..حرير

يتطايرُ بينَ اليدِ والأُخرى،

بينَ القُبلةِ والأخرى،

بينَ إغماءةٍ قريبةٍ وصحوةٍ بعيدة.

شهيق..سرير

هكذا كانَ هواءُ المدينة،

أَفلتُّ خوفي،

ومددتُ ذراعيَّ شراعًا،

أيّها القائد،
أرجوك لا تدع الطائرة تصل!

أيّها الهواءُ،
غيّرِ اتّجاهاتك!
اعبثْ بروتينك،

وقدنا إلى ضَياعٍ مُبين.

شهيقٌ .. أخير.
أنا لستُ هناكَ الآن،

أنا هُنا،

أختارُ صورةً جميلةً لك،

أقصُّ مخيّلتي على قياسِها،

أُلصِقُ أنفاسي،
نبضاتِ قلبي،
ارتعاشاتي،
عمري القادم،
أُغنياتي،
مِلحي،
وسكراتي،
على علبةٍ بوزنِ قصيدة،

وأموت.


 

رد مع اقتباس