كُلَّما تَعثَّرت
قلبي الحَنون
يَشرَحُ للطَّريقِ
قَصدَه.

مِن أَوَّلِ الـدَّربِ القَصيــرِ أَتيتُـــني
وَحدي إلى وَحدي تَسيـرُ صَبابـتي

طِفلٌ وَلـي وَقفـــوا كِرامًا .. رَيثمـا
من بينِهم مَـــرَّتْ حُشــودُ مَهابَتي

لا يألفــونَ بخطــــوتي إيقاعَهُـــم
فالأرضُ تَمشي تحتَ رَهنِْ غَرابـتي

تَلمَذتُ قَبلَ سُطوعِ نَجمي .. لَيلَةً
لَمَحَتْ بِها باقي النُّجــومِ نَجابـَـتي

وكَبِــرتُ كَالغُصنِ الحَنيـنُ يَشُـدُّني
وَقتَ اشتــدِادِ الرِّيحِ صَوبَ مَنابِتي

وَلَفَفْـتُ جُرحي فَالوشاةُ فُضولهم
قَــد يَسأل السِّكينَ كَيـفَ إصابَـتِي !

بــي كِبـــرياءُ الزَّاهـديــنَ .. وعِـــزَّةً
عِندَ اقتِرابِ الفَــأسِ تُحـرِقُ غَابَتـي

تَحلُــــو بـــيَ الأيَّــــامُ .. إلَّا أنَّـــني
مــا كُـلُّ كَـأسٍ .. تَستَطيعُ إذابَتـي

في داخلي نَهرٌ إذا شَربوا .. جَــرَى
لا أفعــلُ المعــروفَ قَصْــدَ إثابَتي

وَحدي إذا ضَحِــكَ الجَميعُ تَفاهَةً
يبكـي الزَّمــانُ علـى وِقَــارِ دُعَابَـتي

وَحدي أُحِبُّ على الحِيـادِ وقوفَهُم
عَـنّي .. إِلــى أن أستَعيــدَ رَحابَـــتي

طوبَى لِمَــن لـم يَسألــوني .. إنَّمـا
وَقَفوا بـِصَمتٍ فَــوقَ رَأسِ إجابَتـي

طوبَى لِمَن عَطِشوا وَلــمْ يَتهافَتوا
مِن كبرياءِ النَّفسِ تَحــتَ سَحــابتي