عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-22, 09:00 AM   #1
طاغي النظرة

الصورة الرمزية طاغي النظرة
صحراء نجْد

آخر زيارة »  اليوم (06:07 PM)
المكان »  السعوديه
الهوايه »  قراءه الافكار

 الأوسمة و جوائز

افتراضي بائعه الجُبن - مشاركة





تاتينا بائعه الجبن

في اواخر القرن الماضي
كان هناك فتاه تدعى تاتيانا بنت في اول العمر ذات السبعه اعوام
ذات شعر اشقر وعيون زرقاء
تعيش مع والديها واختها التي تصغرها بسنتين
في سفوح جبال دهوك
حيث الخضره والانهار الجاريه وقمم الجبال المكسوه ثلوج

تعيش تلك الفتاه في هدوء تام وراحه بال مع عائلتها
في ذلك الكوخ الخشبي الانيق مع الاثاث البسيط
لكن داخل هذا الكوخ تعيش ارواح احلامها عنان السماء
في الصباح الباكر تاخذ تاتيانا الغنم الى سفوح الجبل
حتى تاكل الرعي وتحفظها من الذئاب
والاب يذهب لجلب الحطب من اشجار ******
والام تنتظرهم بالبيت ترعى بنتها ياسمينه وتصنع من حليب الغنم الاجبان والقشطه واللبنه وتقوم ايضا بترتيب البيتي
ايام وشهور مرت على هذا الحال

ذات مره وتاتيانا مع غنماتها في سفح جبل دهوك تلاعب فراشات الربيع
وفي غفله منها هجم ذئب مفترس على احد الخرفان
فهربت باقي الغنم واستدركت تاتينا الحركة الغير معتاده
فوقعت عيناها على عيون الذئب وهو ماسك برقبه خروفها المدلل
فهي بين الخوف من الذئب من جهه
ومحبه الجدي اللطيف من جهه اخرى
فايهما يغلب الخوف او الحب

استجمعت قواها واستقوت بقلبها وامسكت بالحجاره وظلت ترمي راس الذئب مره ومرتين حتى ادمت راسه
ففر هارباً عاوياً خائباً
وعاد الجدي لحضن صاحبته وامه
فعادت تاتيانا للكوخ فرحانه منتصره
وبيديها خروفها تتقاطر من رقبته الدماء
فرأت الام عوده ابنتها مبكرة وبيديها جدي
فهرعت اليها بخوف حتى رأت مصاب الجدي
فاخذته منها لتعالجه لكنها رأت فيه مصاب بليغ
فنادت زوجها ابو تاتيانا ليتصرف

اتى الاب فراى الجدي وقال لابد من ذبحه مادام فيه شي من الحياه
حتى ناكله بدل من يموت حرجا
هنا وقفت دونه تاتيانا لا لا لن تقتلوه
فحاولت الام ان تبعدها ولكنها اصرت مع الصراخ
وقف الاب الرحوم مع ابنته وقال سمعا وطاعه لن نذبحه
وسنعالجه
فازت تاتيانا اليوم بانتصارين ردع الذئب ووقوف والدها معها


سنوات وسنوات مرت كبرت تاتيانا
وانتقلت العائله للسكن باحدى القرى
وافتتح والداها مصنعاً لصنع الجبن

والتحقت تاتينا بالدراسه متأخره ونالت شهاده ورى شهاده
حتى اكملت الجامعه بسن الخامسه والعشرين
وكذلك ياسمين بالسنه الاخيره بالثانويه

وما ان تخرجت تاتينا حتى تم توظيفها باحدى المدن البعيده

حيث صغب الحياه
والحياه الفاخره
والناس المتطورين

دخلت ذلك المجتمع الغريب الحضاري
وما ان جلست على مكتبها لتبدا باول عمل

حتى رأت زملائها يسترقون النظرات لها
ويرسمون الابتسامات على محياهم

هنا تذكرت تاتيانا
عيون الذئب
وانياب الذئب
وان حالها كحال الجدي فاما ان تقاوم او سُتفترس
كتبت اول خطاب الى مديرها بالعمل

تبلغ ان يقبل استقالتها لامر ضروري خاص بها

فتركت الظرف على المكتب
وركبت اول رحله قطار الى بلدتها

فالتمت بعائلتها واحتضنتهم من جديد

وبدأت العمل معهم في صنع الجبن وبيعه
خيراً لهاً من ان تتأثر بالحضاره والانسلاخ من ثقافتها
والبعد عن دينها وتقاليدها
وفضلت العيش في كنف والديها حتى لو بحياه متواضعه

والختام ….








 


رد مع اقتباس