الموضوع: دهاء العدو
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-22, 08:53 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:31 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي دهاء العدو



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كان الشعبي ، نديم الخليفة عبد الملك بن مروان ، كوفيّا تابعيا جليل القدر ، وافر العلم.‏ ‏حكى الشعبيّ قال :

أنفذني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم. فلما وصلتُ إليه جعل لا يسألني عن شيء إلا أجبته. وكانت الرسل لا تُطيل الإقامة عنده ، غير أنه استبقاني أياماً كثيرة ، حتى استحثثتُ خروجي. فلما أردت الانصراف قال :‏ ‏ من أهل بيت الخليفة أنت؟

قلت : لا ، ولكني رجل من عامة العرب.‏ ‏

فهمس لأصحابه بشيء ، فدُفعتْ إليّ رقعة ، وقال لي :‏ ‏إذا أدّيتَ الرسائل إلى الخليفة فأوصلْ إليه هذه الرقعة.‏

فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك ، ونسيت الرقعة. فلما خرجت من قصره تذكّرتها ، فرجعتُ فأوصلتُها إليه.

فلما قرأها قال لي :‏ ‏أقال لك شيئاً قبل أن يدفعها إليك؟

قلت : نعم قال لي : من أهل بيت الخليفة أنت؟ قلت : لا ، ولكني رجل من عامة العرب.‏

ثم خرجت من عند عبد الملك ، فلما بلغتُ الباب ردّني ، فلما مثلت بين يديه قال لي : أتدري ما في الرقعة؟

قلت : لا.‏ قال : اقرأها.‏

فقرأتها ، فإذا فيها :‏ ‏ "عجبتُ من قوم فيهم مثل هذا كيف ملّكوا غيرَه!"‏

فقلت له :‏ ‏والله لو علمتُ ما فيها ما حَمَلتُها ، وإنما قال هذا لأنه لم يَرَك.‏ ‏

قال عبد الملك : أفتدري لم كتبها؟

قلت : لا.‏ قال : حسدني عليك ، وأراد أن يُغريني بقتلك.‏ ‏

فلما بلغت القصة مسامع ملك الروم قال :‏ ‏ ما أردت إلا ما قال!

"وفيات الأعيان" لابن خلكان.

العبرة : أعداء الأمة منذ القدم ، يحسدون الأمة علي وحدتها وكفاءة أبنائها وخيرتها ، فيبثون أخبارا من شأنها التفريق بين أبنائها.



 


رد مع اقتباس