عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-22, 08:57 AM   #2
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لغتــى الجميـــلة(٢)

لغتى أنتِ الانتماءُ والوَحْدة والجَمال
لُغةٌ إذا وقعَتْ على أسماعِنا
كانَتْ لنا بَرْدًا على الأكبادِ
ستظلُّ رابطةً تؤلِّفُ بيننا
فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضَّادِ



نعم٠٠ لقد شٓرُفت اللغة العربية بنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين ، فكل من كان متمكناً من اللغة العربية كان أشد فهماً للقرآن وأحسن إدراكاً، فإن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا أفصح لساناً وأسد بياناً وأقوم خطاباً ، وكل من جاء بعدهم كانوا دونهم في الفصاحة والبيان وفي الفهم والإدراك٠٠

وقال الإمام الشاطبي رحمه االله: وما نقل من فهم السلف الصالح في القرآن، فإنه كله جار على ما تقضي به العربية، وما تدل عليه الأدلة الشرعية

فقد تقلدوا الصحابة القدرة العالية على فهم القرآن وإدراك حقائقه، فكلما ابتعدت عن صفاء اللغة أثر ذلك على إدراك وفهم معاني القرآن الكريم وهناك أيضاً تاريخ اللغة العربية

نعم ٠٠٠لقد أدرك السلف أن قوة أمتهم من قوة لغتهم، وأن غيابها أو ضعفها سيؤدي إلى التشتت، وأن الحفاظ عليها هو حفاظ على الحضارة الإسلامية التي مهما طال ضعفها فإنه يبقيها ويعيدها إلى ما كانت عليه من قوة اجتماعها حول محوري الدِّين واللغة.

فعُنِيَ سلفنا الصالح باللغة غاية العناية، وكان مبعثهم على ذلك العناية بكتاب الله وسنَّة رسوله، إضافة إلى حبهم للغتهم ومعرفتهم لما فيها من الجمال والروعة، وكانوا ينفِرون من اللحن في الكلام ويرونه عيبًا يستحق أن يعاقب مَن يقع فيه٠٠٠


ومِن ذلك ما يروى أن عمر رضي الله عنه أمر بعزل كاتب أبي موسى الأشعري وجلده سوطًا؛ لعدم تمكنه من قواعد العربية؛ إذ كتب خطابًا إلى عمر يقول في مفتتحه: مِن أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب، والصواب: مِن أبي موسى٠٠٠

وعن عمرو بن دينار: "أن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما كانا يضربان أولادَهما على اللحن"، وكان عبدالملك بن مروان يقول: "اللحن في الكلام أقبحُ مِن التفتيق في الثوب، والجدريِّ في الوجه"، وكان يقول: "شيَّبني طلوع المنابر وخوفُ اللَّحْن".

وضعفُ اللغة العربية يترتب عليه عجز عن إدراك علوم الشرع ومعرفة متطلباته، بل الوقوع في تأويلات خاطئة تتنافى مع المقصود من النصوص الشرعية؛ ولهذا يقول مالك رحمه الله:"لا أوتى برجل غير عالمبلغةالعرب يفسر كتاب الله إلا جعلتُه نكالًا"، وجعل علماء أصول الفقه من شروط المجتهد أن يكون عالمًا بالعربية٠٠

قال الأنصاري الحنفي: "مِن شروط المجتهد أنه لا بد من معرفة التصريف والنحو واللغة"، وهكذا في كل علوم الشرع، بل كان العلماء منهم يحبون لغتهم ويعتزون بها للدرجة التي جعلت أبا الريحان البيروني يقول: "لأن أُشتَمَ بالعربية أحبُّ إليَّ مِن أن أمدح بالفارسية....


 

رد مع اقتباس