عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-22, 08:45 AM   #6
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لغتـى الجميـــلة(٤)

أهمية اللغة العربية

يكفي اللغةَ العربية شرفًا ما ذكرنا سابقاً أنها اللغة التي اختارها الله عز وجل لكتابه الكريم، والقاء كلماته على النبى الأمين هذا الوحى الذي يتلى الآن في ربوع الأرض، ويتبارى المسلمون - عربًا وعجما - في حفظه وتلاوته، كما يسعى الكثيرون إلى فهمه ودراسته وبيان أسراره ومعرفة أحكامه وفقه شريعته، وذلك لا يتم إلا بدراسة اللغة التي نزل بها، والتنقيب عما تحويه من مزايا جعلتها المؤهَّلة لتكون لغة الوحي المعجِز

ذلك السبب الذي جعل الإقبال على تعلم العربية و تفهمها من الدين بمكان؛ إذ هي أداة العلم، ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد٠٠٠٠
لقد قال سيدنا عمر بن الخطاب من قبل: "تعلَّموا العربية؛ فإنها من دينكم"

كما قال رضي الله عنه: "أما بعد، فتفقهوا في السنَّة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآنَ؛ فإنه عربي"

واللغة العربية هي لغة ثلاثمائة مليون شخص، ويتعبد بها أكثرُ مِن مليارى مسلم
ولقد عرفتُ الكثيرين من المسلمين غير العرب ممن يرون إتقان العربية هو واحدًا مِن أكبر أمانيهم، في الوقت الذين لا نعتني بها نحن العرب حق عنايتها، ولا نعطيها حقها في أن تكون لغة الحياة والعلم، وهي الغنيَّة بخصائصها، التي تتفوق على غيرها بروعة بيانها ودقة أساليبها، وغزارة معجمها، وجمال معانيها

واللغة هي الوسيلة لتعارف هذه الأمة وترابطها، والاحتفاظ بتراثها الحضاري، وحفظ هويتها

شَهادات غير العرب للغة العربية
لقد شهد الكثيرون من غير العرب الذين عرَفوا العربية وأدركوا روعتها وعاينوا ما فيها من موسيقا وجمال وغِنى وتنوع ودقة وفخامة في تراكيبها وروعة في أساليبها٠٠
شهادة تجعلنا نرى الفرق بوضوح بين مَن ذاق فعرف وإن كان غريبًا أجنبيًّا، ومن جهل فانصرف وإن كان بالوراثة يسمى عربيًّا

يقول العالم الغربي (كارلو نلينو): "اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقًا وغِنى، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها"

وتتشابه شهادات كثيرة مع هذه الشهادة التي تفضل اللغة العربية على كثير من اللغات٠٠٠

مثل٠٠٠ شهادة العالم الأمريكي (فان ديك) والألماني (فرنباغ)، ومن أكثر الشهادات التي تستشعر فيها عشق اللغة العربية والتأثر بسحر بيانها شهادة (هيرين سيركا)، المرأة التي أسلمت وتسمت باسم (فاطمة)، حيث تقول: "أرجو أن تفخروا بلغتكم؛ فهي أعظم اللغات بيانًا وجمالًا،استعملوها في سائر مجالات حياتكم، وشجِّعوا أطفالكم على أن يفعلوا ذلك، لا تهملوا أدبكم الرفيع، إن الله قد وهبكم هذه اللغة فلا تتخلَّوْا عنها، انشروها قدر إمكانكم"

الآخَرون يدافعون عن لغاتهم
في الوقت الذي تتعرض فيها اللغةُ العربية لهجمات شرسة من أبنائها ويسعى البعض إلى إضعافها واستبدال اللهجات العامية بها، بحجة صعوبتها وكثرة قواعدها، ويفضل كثيرون استخدام لغات أخرى بحجة أنها المتماشية مع العصر!!!!!

نرى الدول الأخرى تخدم لغاتها وتسعى إلى نشرها، وتحاول في داخلها أن تحُدَّ من استخدام اللهجات المحلية٠٠٠

ففرنسا مثلاً٠٠ فرضت منذ أعوام غرامة ألفي فرنك فرنسي على كل من يستخدم كلمة أجنبية واحدة يوجد لها مقابل في الفرنسية، وفي فرنسا أيضًا ومنذ زمن طويل وبالتحديد في 4 يونيو 1794 قام العالم والزعيم الفرنسي القس غريغوار بتقديم تقرير تحدَّث فيه عن ضرورة القضاء المبرم على اللهجات، وتعميم استعمال اللغة الفرنسية، يرفض فيه أن تسلم مفاتيح الإدارة في البلاد إلى مَن لا يجيدون الفرنسية الفصيحة، ويطالب من أجل المساواة أن تعالج هذه المشكلة معالجة جدية؛ وذلك بمحاربة اللهجات المحلية، ونشر اللغة الفرنسية الفصيحة بين جميع المواطنين.

وفي بريطانيا تراقب وزارة التربية والتعليم والثقافةِ الإنجليزيةَ الفصحى؛ خشية أن تضعُفَ أو تنحدر، ويحكي أحد الكتَّاب العرب المغاربة من الذين عاشوا في بريطانيا أنه شاهد برنامجًا تليفزيونيًّا يناقش خطر دخول بعض المفردات والتعابير، وقد استضاف ثلةً من المتخصصين في علم النفس وعلماء الاجتماع من أجل إيجاد حل لتلك المسألة، فكان الاقتراح الذي وصولوا إليه هو السخريَّة من مستعملي المفردات، التعبيرات الدخيلة على الإنجليزية، والإيغال في التهكم بكل مَن يجهر بمثل تلك التعبيرات المتمردة على قواعد الإنجليزية!!!!

يقول الكاتب: "ولذا فالمتتبعُ للأفلام التهريجية والفكاهية البريطانية يلاحظ أن السخريَّة تنصب على من لا يتقن الإنجليزية، وليس على من يستعمل اللغة المعيارية، على عكس التوجه المفلس لأفلام الفكاهة التافهة في الدول العربية، التي اندرج بعضها في سلك *السخرية من الفصحى* دون أن يدرك بعض الممثلين لبلادتهم، ودنو مستوى تحصينهم الحضاري، أنهم بذلك يروجون بكل عمًى لدسائس أعداء أمتهم، وتراثهم وثقافتهم"


 

رد مع اقتباس