عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-22, 08:15 AM   #5
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



علو_الهمة_وقيمة_العلم

الدرس رقم3⃣

تابع – الحسن البصري :

مع الحجاج بن يوسف :

الحسن البصري قام بتأدية أمانة العلم ، وهي التبيين والتوضيح في عهد الحجاج ،
ويبدو أن أناساً نقلوا للحجاج ما قاله الحسن البصري ،
فغضب الحجاج ، وقال : يا جبناء ، يخاطب مَن حوله ، والله لأروينكم مِن دمه ، ثم أمر بقتله ،
وجاء بالسياف ، ومدّ النطع ، وطلب الحسن ليقطع رأسه في مجلسه ،
( من هاب الله هابه كل شيء ، ومن لم يهب الله أهابه الله من كل شيء ،)
فاستدعى الحجاج الحسن ، وجاء الجنود بالحسن البصري ،
فلما دخل إلى مجلس الحجاج الحسن البصري ، ورأى السياف واقفاً ، والنطع قد مد أيقن بالموت ، حرك شفتيه ، ولم يفهم أحد بماذا حرك شفتيه ،
فإذا بالحجاج يستقبله ، ويقول له : أهلاً بأبي سعيد ، أنت سيد العلماء ، ومازال يقربه ، ويقربه حتى أجلسه على سريره ، واستفتاه في موضوع ، وضيفه ، وعطره ، وودعه ،
صعق السياف ، والحاجب ،
فلما خرج تبعه الحاجب ، قال : يا أبا سعيد ، لقد جيء بك لغير ما فُعل بك ،
فماذا قلت لربك ؟
قال له : قلت : يا ملاذي عند كربتي ، يا مؤنسي في وحشتي ، اجعل نقمته عليّ برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم .

4 – مع الشيخ بدر الدين الحسني محدِّث الشام :
يروي التاريخ أنه كان رجل في الشام من ألصق الناس بالشيخ بدر الدين الحسني ، وقد أراد السلطان العثماني أن يدعو هذا الشيخ الجليل شيخ الشام كلها إلى اسطنبول لحفل ،
أرسل له رئيس الوزارة الصدر الأعظم على بارجة من اسطنبول إلى بيروت ،
ومن بيروت جاء بالسيارة إلى دمشق ، ودخل على الشيخ ،
وقدم له دعوة السلطان لحضور الاحتفال ، 👈فمن شدة هيبة الشيخ قال له : أنا ما أرغب ،
قال : لا أرغب ،
انتهى الأمر ، لا يوجد أحد يراجعه ،
فعاد إلى استطنبول
بعد أسابيع ، وصل إلى إنطاكية صدر أعظم رئيس وزارة حاكمة ثلث العالم أن شيخًا في الشام لا يستجيب لدعوة السلطان ، خاف على منصبه ، فعاد ثانية ليأخذه بالقوة ،
عاد خلال أسبوع آخر ، ووصل إلى بيروت ، وانتقل إلى الشام ،
ودخل على الشيخ ، كان يصلي ، فلما سلم من صلاته قال له : أنت جئت مرة ثانية ، قال له : نسيت أقبل يدك سيدي ، هذا العلم ، هذا الورع ، هذه التقوى ، هذا حب الله عز وجل ، هذا الإيمان بالآخرة ،

بما نلت هذا المقام ؟ قال : باستغنائي عن دنيا الناس ، وحاجتهم إلى علمي .


 

رد مع اقتباس