عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-22, 10:55 AM   #7
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لغتــى الجميـــلة(٥)

ما ذكرنا فى الحلقة السابقة٠٠٠
كانا نموذجان للدول التي تسعى إلى الحفاظ على هويتها الحضارية ونموذجها الفكري وثقافتها، وتحافظ مع كل ذلك على وَحْدة شعبها وترابطه٠٠٠فماذا أنتم فاعلون ياعرب؟؟؟

والحديث عن البلدان التي تبذل غاية جهدها في الحفاظ على لغتها الفصيحة يحتاج إلى صفحات طويلة، وهناك نماذج عديدة لدول اعتنت أكبر العناية بلغتها الفصيحة ورفعت من شأنها وجعلَتْ لها مكانة كبيرة في حياة أبنائها، مثل كوريا الجنوبية والصين وفيتنام واليابان٠٠

ولا شك أن دراسة تجارِبها ستكون مفيدة للغاية إذا كانت هناك نية في إنهاء ما نعانيه من تضييع للغة العربية ووضعها بين مطرقة اللهجات وسندان اللغات الأجنبية

هل اللغة العربية صعبة حقًّا؟

الإجابة عن هذا السؤال بالإيجاب تكاد تكون رد الغالبية العظمى ممن يوجه إليهم، وقد لاحظت أيضًا أن بعض المحبين للغتهم يفتخرون بتصويرهم لصعوبة اللغة العربية، وكأن صعوبة لغة القوم مزيَّة تستحق التفاخر، ولعلهم استقوا منظورهم من كثرة القواعد النحوية وتفريعاتها واختلافات العلماء فيها، أو لعلهم رأوا في غناها بالمفردات وتنوع تراكيبها ودقة أساليبها نوعًا من الصعوبة، فأرادوا أن يريحوا ضمائرهم، ولا يكلفوا أنفسهم عناء تعلمها والحديث بها، وإن كان في ذلك من المتعة والرقي ما فيه٠٠٠

وفي الرد على هذه الفكرة التي غرست غرسًا في نفوس الكثيرين، سنتحدث عن تجرِبة هي في غاية الروعة لأستاذ عشق لغته واستطاع ببراعة أن يجعل أطفالًا صغارًا يتحدثون العربية الفصحى بلباقة عجيبة دون أن يقعوا في الأخطاء التي تشوه جمالها وتكدر صفوها ونقاءها، إنه الدكتور عبدالله الدنان صاحب كتاب: "نموذج تربوي متكامل لتعليم اللغة العربية الفصحى للأطفال بالفطرة٠٠

النظرية، والتطبيق....، هذه النظرية التي طبقها على ولده باسل، المولود عام 1977م، وقد بدأ يتحدث معه في سنته الأولى بالفصحى، بينما كانت والدته تتحدث معه بالعامية، وعندما بلغ باسلٌ الثالثةَ بدأ يتحدث مع أبيه الفصحى ببراعة، بينما كان يتحدث مع والدته بالعامية، ولباسل ووالده وهما يتحدثان شريط تسجيل يثير الإعجاب والسعادة لكل محب للعربية على موقع اليوتيوب، وقد طبق الدكتور الدنان نفس التجربة مع ابنته لونا ونجحت نفس النجاح، والجميل والموقظ للأمل أن تجرِبته هذه لم تحبس بين جدران العائلة، بل قررت دولة مثل عمان تطبيقها في كل مدارس العاصمة مسقط،

كما أنها انتشرت في الكثير من المدارس في الدول العربية٠٠ كما ينتشر نموذجاً آخر رائع هذه الأيام للطفل المعتصم بالله الذى علمه أباه الفصحى فى كل كلامة بمنتهى الطلاقة والابداع...

والحقيقة أن هذا الأمر يؤكد لنا أن صعوبة اللغة العربية تكمن في أننا لم نعوِّدْ ألسنتنا عليها، لم نعايشها كما يجب، ابتعدنا عنها فابتعدت عنا، وأن الكثيرين منا يدرسون القواعد وقد يحفظونها، لكن دون تطبيق، فتكون النتيجة مخيبة للآمال، ويأتي وصفها بالصعوبة ليكون ظلًّا من الوهم نركن إليه بعد أن قطعنا شوطًا بعيدًا في الطريق الخاطئ...

إن الدراسات التي أجريت في الصين أظهرت أن محو الأمية الكاملة يتطلب معرفة من بين ثلاثة وأربعة آلاف حرف، ورغم ذلك استطاع الصينيون أن يجعلوا من لغتهم لغة عالمية غزت الكون، ويسعى العالم إلى تعلمها رغم صعوبتها الواقعية.



 

رد مع اقتباس