عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-22, 09:19 AM   #10
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لغتــى الجميـــلة(٦)

لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى مثلما
أحدثته أنتِ يااحرف قرآنى واشعارى
هل هناك أمـل في نهضة لغوية؟


القارئ عن محاولات المستشرقين ومَن دار في فلَكهم من أبناء جلدتنا لهدم اللغة العربية وإحلال العامية محلها، أو الكتابة بالحروف اللاتينية٠٠

سيعلم أن العربية واجهت حربًا ضَروسًا، لو أن لغة أخرى ليس لها ما للعربية من قوة ومن مكانة دينية في النفوس للقيت مصرعها وتنازعت عرشَها اللهجاتُ العامية، أو لرفعت الراية البيضاء للغة المستعمر لتحتلَّ ألسنة أبنائها

حقاً وصدقاً٠٠ لقد حاولوا ولا يزالون بدءًا بالمستشرق الألماني (ولهم سبيتا) الذي ألف في 1881م كتابًا أسماه (قواعد اللغة العامية في مصر) مرورًا بمجموعة على رأسها المهندس الإنجليزي وليم ولكوكس الذي اتسم بحماسة مشتعلة في صراعه مع العربية،

أما الظلم الأشد مرارة من وقع الحسام المهنَّد فكان العقوق الذي سل خَنجره مجموعة من العرب، مثل عيسى إسكندر المعلوف الذي كتب قائلًا: "وما أحرى أهل بلادنا أن ينشطوا من عقالهم طالبين التحرر من رق لغةٍ صعبة المراس قد استنزفت أوقاتهم..ولي أمل أن أرى الجرائد العربية قد غيرت لغتها"..

ومثل عبدالعزيز فهمي باشا الذي رفع راية الدعوة إلى الكتابة بالحروف اللاتينية، وليس آخر هؤلاء زكريا أزون الذي ألف كتابًا سماه "جناية سيبويه".
وحسبنا الله ونعم الوكيل

لقد تحدى بعض هؤلاء أن تبقى اللغة العربية وراهنوا على نهايتها، لكنها بقيت وستبقى، ودائمًا ما يسخر الله لها المخلِصين

وأقول للذين انغمسوا في حالة من اليأس نتيجة لإحساسهم بما تعانيه اللغة من تهميش من كثيرين من أبنائها الذين اتجهوا للغات الأجنبية يتداولونها، أو نتيجة لانتشار اللحن وعدم مقدرة الكثيرين أيضًا على التحدث بلغة سليمة٠٠٠

أقول لهم: اقرؤوا ذلك الكلام الذي استهل به أحد علماء العربية كتابه، مبينًا السبب الذي من أجله كتب هذا الكتاب، وخمنوا متى كتب هذا الكلام؟ يقول ذلك العالم: "وذلك لما رأيته قد غلب، في هذا الأوان، من اختلاف الألسنة والألوان،

حتى لقد أصبح اللحن في الكلام يعد لحنًا مردودًا، وصار النطق بالعربية من المعايب معدودًا،وتنافس الناس في تصانيف الترجمانات في اللغة الأعجمية، وتفاصحوا في غير اللغة العربية، فجمعت هذا الكتاب في زمنٍ أهلُه بغير لغته يفخرون، وصنعتُه كما صنع نوح الفُلك وقومه منه يسخرون".

قد يخيل لمن لا يعرف أن هذا الكلام كتب في العقد الأخير أو على أقصى تقدير لا يتجاوز زمن كتابته القرن العشرين، لكن الحقيقة أن كاتب هذا الكلام هو ابن منظور (1233: 1311م) (630هـ: 711هـ) في مقدمة لسان العرب، ولو أن ابن منظور استسلم لليأس لمَا وصل إلينا مثل هذا المعجم الذي لا يستغني عنه طالب علم....



 

رد مع اقتباس