الموضوع: ثلاثية الأسد
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-23, 10:20 AM   #1
A.M.A.H

الصورة الرمزية A.M.A.H

آخر زيارة »  اليوم (03:07 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ثلاثية الأسد



يا جُملُ إِنكِ لَو شَهِدتِ بَسالَتي
في يَومِ هَولٍ مُسدِفٍ وَعَجاجِ
وَتَقَدُّمي لِليثِ أَرسَفُ موثَقاً
حَتّى أَكابِرَهُ عَلى الأَحراجِ
لَعَلِمتِ إِنّي ذو حِفاظٍ ماجِدٌ
مِن نَسلِ أَقوامٍ ذَوي أَبراجِ
جَهمٌ كَأَنَّ جَبينَهُ لَمّا بَدا
طَبقُ الرَحا مُتَفَجِّرُ الأَثباجِ
يَرنو بِناظِرَتَينِ تَحسَبُ فيهِما
لَمّا أَجالَهُما شُعاعَ سِراجِ
شُثنٌ براثِنُهُ كَأَنَّ نُيوبَهُ
زُرقُ المَعابِلِ أَو شَذاةُ زِجاجِ
وَكَأَنَّما خيطَت عَلَيهِ عَباءَةٌ
بَرقاءُ أَو خِلَقٌ مِنَ الديباجِ
وَلَهُ إِذا وَطِئَ المَهادَ تَنَقُّضٌ
وَلِثَني طَفطَفهِ نَقيقُ دَجاجِ
وَعَلِمتُ أَنّي إِن أَبَيتُ نِزالَهُ
أَنّي مِنَ الحجّاجِ لَستُ بِناجِ
قِرنانِ مُحتَضَرانِ قَد رَبَّتهُما
أُمُّ المَنِيَةِ غَيرُ ذاتِ نِتاجِ
فَمَشَيتُ أَرسُفُ في الحَديدِ مُكَبَّلاً
بِالمَوتِ نَفسي عِندَ ذاكَ أُناجي
وَالناسُ مِنهُم شامتٌ وَعِصابَةٌ
عَبَراتُهُم بي في الحُلوقِ شَواجي
لَمّا نَزَلتُ بِحُصِّ أَزبَرَ مُهصِرٍ
لِلقِرنِ أَرواحَ العِدى مَسحاجِ
نازَلتُهُ إِنَّ النِزالَ سَجِيَّتي
إِنّي لمَن سَلَفي عَلى مِنهاجِ
فَفَلَقتُ هامَتَهُ فَخَرَّ كَأَنَّهُ
أَطُمٌ هَوى مَتقوضَ الأَبراجِ
ثُمَّ اِنثَنَيتُ وَفي قَميصي شاهِدٌ
مِمّا جَرى مِن شاخِبِ الأوداجِ
وَلَبَأسُكَ اِبنَ أَبي عَقيلٍ فَوقَهُ
وَفَضلتَهُ بِخَلائِقٍ أَزواجِ
وَلَئِن قَذَفتَ بي المَنِيَّة عامِداً
إِنّي لِخَيرِكَ بَعدَ ذاكَ لَراجِ
عَلِمَ النِساءُ بِأَنَّني ذو صَولَةٍ
في ساحَةِ الإِلجامِ وَالإِسراجِ
عَلِمَ النِساءُ بِأَنَّني لا أَنثَني
إِذ لا يَثِقنَ بَغَيرَةِ الأَزواجِ
جُحدُر العُكَلي


أَفاطِمَ لو شَهِدتِ ببطن خَبتٍ
وقد لاقى الهِزَبرُ أخاكِ بِشرا
إذن لرأيتِ ليثاً رامَ ليثاً
هِزَبراً أَغلباً يبغي هِزَبرا
تَبَهنَسَ إِذ تقاعسَ عنه مُهري
مُحاذَرَةً فقلتُ عُقِرتَ مُهرا
أَنِل قَدَميَّ ظهرَ الأَرض إِنِّي
وجدتُ الأَرضَ أَثبَتَ منكَ ظَهرا
وقلتُ له وقد أبدى نِصالاً
مُحدَّدةً ووجهاً مُكفَهِرّا
يُدِلُّ بِمِخلَبٍ وبحدِّ نابٍ
وباللَّحَظاتِ تَحسَبُهُنَّ جَمرا
وفي يُمنايَ ماضي الحدِّ أَبقى
بمضربه قِراعُ الخَطبِ إِثرا
أَلَم يَبلُغكَ ما فعلت ظُباهُ
بكاظمةٍ غداةَ لَقِيتُ عَمرا
وقلبي مثلُ قلبكَ لستُ أَخشى
مُصاولةً ولستُ أَخاف ذُعرا
وأَنتَ ترومُ للأشبالِ قُوتاً
ومُطَّلَبي لبنتِ العمِّ مَهرا
ففيمَ تَرومُ مثلي أَن يُوَلّي
ويتركَ في يديكَ النفسَ قَسرا
نَصَحتُكَ فالتمس يا ليثُ غيري
طعاماً إِنَّ لحمي كان مُرّا
فلمّا ظنَّ أَنّ الغشَّ نُصحي
وخالَفَني كأنّي قلتُ هُجرا
مشى ومَشَيتُ من أَسَدَينِ راما
مَرَاماً كان إذ طَلَبَاهُ وَعرا
يُكفكِفُ غِيلةً إحدى يديه
ويبسُط للوثوبِ عَلَيَّ أُخرى
هَززتُ له الحُسامَ فَخِلتُ أَنّي
شققتُ به لدى الظلماء فَجرا
وَجُدتُ له بطائشةٍ رآها
لمن كَذَبَتهُ ما مَنَّتهُ غَدرا
بضربةِ فَيصَلٍ تركتهُ شَفعاً
وكان كأنَّهُ الجُلمودُ وِترا
فَخَرَّ مُضَرَّجاً بدمٍ كأنّي
هَدَمتُ به بِناءً مُشمَخِرّا
وقلتُ له يَعِزُّ عليَّ أَنّي
قتلتُ مُناسِبي جَلَداً وَقَهرا
ولكن رُمتَ شيئاً لم يَرُمهُ
سِواكَ فلم أُطِق يا ليثُ صبرا
تُحاولُ أَن تُعَلِّمني فِراراً
لَعَمرُ أبي لقد حاولتَ نُكرا
فلا تَبعد لقد لاقيتَ حُرّاً
يُحاذِرُ أن يُعابَ فَمُتَّ حُرّا

بشر بن عوانه

في الخَدِّ أَن عَزَمَ الخَليطُ رَحيلاً

مَطَرٌ تَزيدُ بِهِ الخُدُودُ مُحولا

يا نَظرَةً نَفَتِ الرُقادَ وَغادَرَت

في حَدِّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلولا

كانَت مِنَ الكَحلاءِ سُؤلي إِنَّما

أَجَلي تَمَثَّلَ في فُؤادي سولا

أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً

وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميلا

وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً

وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا

تَشكو رَوادِفَكِ المَطِيَّةَ فَوقَها

شَكوى الَّتي وَجَدَت هَواكَ دَخيلا

وَيُعيرُني جَذبُ الزِمامِ لِقَلبِها

فَمَها إِلَيكِ كَطالِبٍ تَقبيلا

حَدَقُ الحِسانِ مِنَ الغَواني هِجنَ لي

يَومَ الفِراقِ صَبابَةً وَغَليلا

حَدَقٌ يُذِمُّ مِنَ القَواتِلِ غَيرَها

بَدرُ بنُ عَمّارِ بنِ إِسماعيلا

الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بِمِثلِها

وَالتارِكُ المَلِكَ العَزيزَ ذَليلا

مَحِكٌ إِذا مَطَلَ الغَريمُ بِدَينِهِ

جَعَلَ الحُسامَ بِما أَرادَ كَفيلا

نَطِقٌ إِذا حَطَّ الكَلامُ لِثامَهُ

أَعطى بِمَنطِقِهِ القُلوبَ عُقولا

أَعدى الزَمانَ سَخاؤُهُ فَسَخا بِهِ

وَلَقَد يَكونُ بِهِ الزَمانُ بَخيلا

وَكَأَنَّ بَرقاً في مُتونِ غَمامَةٍ

هِندِيُّهُ في كَفِّهِ مَسلولا

وَمَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِباً

لَو كُنَّ سَيلاً ما وَجَدنَ مَسيلا

رَقَّت مَضارِبُهُ فَهُنَّ كَأَنَّما

يُبدينَ مِن عِشقِ الرِقابِ نُحولا

أَمُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ

لِمَنِ اِدَّخَرتَ الصارِمَ المَصقولا

وَقَعَت عَلى الأُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ

نُضِدَت بِها هامُ الرِفاقِ تُلولا

وَردٌ إِذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً

وَرَدَ الفُراتَ زَئيرُهُ وَالنيلا

مُتَخَضِّبٌ بِدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ

في غيلِهِ مِن لِبدَتَيهِ غيلا

ما قوبِلَت عَيناهُ إِلّا ظُنَّتا

تَحتَ الدُجى نارَ الفَريقِ حُلولا

في وَحدَةِ الرُهبانِ إِلّا أَنَّهُ

لا يَعرِفُ التَحريمَ وَالتَحليلا

يَطَءُ الثَرى مُتَرَفِّقاً مِن تيهِهِ

فَكَأَنَّهُ آسٍ يَجُسُّ عَليلا

وَيَرُدُّ عُفرَتَهُ إِلى يافوخِهِ

حَتّى تَصيرَ لِرَأسِهِ إِكليلا

وَتَظُنُّهُ مِمّا يُزَمجِرُ نَفسُهُ

عَنها لِشِدَّةِ غَيظِهِ مَشغولا

قَصَرَت مَخافَتُهُ الخُطى فَكَأَنَّما

رَكِبَ الكَمِيُّ جَوادَهُ مَشكولا

أَلقى فَريسَتَهُ وَبَربَرَ دونَها

وَقَرُبتَ قُرباً خالَهُ تَطفيلا

فَتَشابَهُ الخُلُقانِ في إِقدامِهِ

وَتَخالَفا في بَذلِكَ المَأكولا

أَسَدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما

مَتناً أَزَلَّ وَساعِداً مَفتولا

في سَرجِ ظامِئَةِ الفُصوصِ طِمِرَّةٍ

يَأبى تَفَرُّدُها لَها التَمثيلا

نَيّالَةِ الطَلَباتِ لَولا أَنَّها

تُعطي مَكانَ لِجامِها ما نيلا

تَندى سَوالِفُها إِذا اِستَحضَرتَها

وَيُظَنَّ عَقدُ عِنانِها مَحلولا

ما زالَ يَجمَعُ نَفسَهُ في زَورِهِ

حَتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطولا

وَيَدُقُّ بِالصَدرِ الحِجارَ كَأَنَّهُ

يَبغي إِلى ما في الحَضيضِ سَبيلا

وَكَأَنَّهُ غَرَّتهُ عَينٌ فَاِدَّنى

لا يُبصِرُ الخَطبَ الجَليلَ جَليلا

أَنَفُ الكَريمِ مِنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ

في عَينِهِ العَدَدَ الكَثيرَ قَليلا

وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ

مِن حَتفِهِ مَن خافَ مِمّا قيلا

سَبَقَ اِلتِقاءَكَهُ بِوَثبَةِ هاجِمٍ

لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميلا

خَذَلَتهُ قُوَّتُهُ وَقَد كافَحتَهُ

فَاِستَنصَرَ التَسليمَ وَالتَجديلا

قَبَضَت مَنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَعُنقَهُ

فَكَأَنَّما صادَفتَهُ مَغلولا

سَمِعَ اِبنُ عَمَّتِهي بِهِ وَبِحالِهِ

فَنَجا يُهَروِلُ مِنكَ أَمسِ مَهولا

وَأَمَرُّ مِمّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ

وَكَقَتلِهِ أَن لا يَموتَ قَتيلا

تَلَفُ الَّذي اِتَّخَذَ الجَراءَةَ خُلَّةً

وَعَظَ الَّذي اِتَّخَذَ الفِرارَ خَليلا

لَو كانَ عِلمُكَ بِالإِلَهِ مُقَسَّماً

في الناسِ ما بَعَثَ الإِلَهُ رَسولا

لَو كانَ لَفظُكَ فيهِمِ ما أَنزَلَ ال

قُرآنَ وَالتَوراةَ وَالإِنجيلا

لَو كانَ ما تُعطِيهِمِ مِن قَبلِ أَن

تُعطِيهِمِ لَم يَعرِفوا التَأميلا

فَلَقَد عُرِفتَ وَما عُرِفتَ حَقيقَةً

وَلَقَد جُهِلتَ وَما جُهِلتَ خُمولا

نَطَقَت بِسُؤدُدِكَ الحَمامُ تَغَنِّياً

وَبِما تُجَشِّمُها الجِيادُ صَهيلا

ما كُلُّ مَن طَلَبَ المَعالِيَ نافِذاً

فيها وَلا كُلُّ الرِجالِ فُحولا

المتنبي


أهندٌ هل سمعتي بِاليثِ غابٍ
غليض الوجه ليس لهُ قبولُ

تحاصرهُ الجيوشُ بكلِ بأسٍ
فيسلُ بِنابهِ يبرى الغليلُ

غبيط القلبِ مقدامٌ مَكينُ
سريع العدّ كلكلهُ جبولُ

يساوي الجيش أكبر لا يبالي
بكم سيفِ العدوّ لهُ كليلُ

أهندٌ هل أتاكِ اللهُ علمًا
هِزبرًا لي مُلاقي في التلولُ

أُناجيهِ بسلمًا لا أريدُ
خليلِ منه طفلًا قد يزولُ

وصدري ضيقًا حرجًا وحالي
حلومٌ أضحي أم كنتُ القتيلُ

وعينهُ لا تميلُ ولي تصيغُ
صبابةَ حُبِّ هندٌ لا أميلُ

فالحمِ للحبيبِ لهُ سكونُ
وللأعداءِ مرًا لحم غولُ

يحاكيكِ الخيالُ بكلِ دارٍ
وينحرُ سهم عينيكِ النبيلُ

فتًى في سنّهِ قد كان يعدو
لباب الرب يطلبهُ الوصولُ

إلى ما سهمُكِ أضحى ينوبُ
إليهِ سجودهُ وإلى المقيلُ

وذكرى حديثُكِ عيدًا يُبدّا
عنِ الأعياد أضحى والمثيلُ

وأيات الجمال إذا صدحتي
بثغرٍ أحمرًا توتًا كحيلُ

وكشحٍ في تقوسهِ نبيذٌ
دواءً في تقلبهِ عليلُ

كأني بعدكِ لستُ بِخيرٍ
وخيري كله عند البتولُ

وهل يشفي مريض الحبِّ قولُ
نحرت هِزبرا كالنعجِ الهزيلُ

وهل يشفيني قول الناس عني
هتكت بسيفك عرض الجَليلُ

وما يشفيني إلا قرب هندٌ
ويروي عطّشَ ظمأنٍ عضِلُ

فلا أسفٌ عليك ولا نحيبُ
هِزبرًا ناحِرًا أسدًا ملولُ

ولمتي خلّكِ في طولي رأسٍ
وكيف لمثلي أن يثنى قليلُ

وكيف لجسمي أن يُطوى رضاةً
طواة العبد في بيت الكفيلُ

ولستُ لحاكمات الدهر أبكي
وسعدي حين أُلقاهُ بسولُ

a.m.a.h


 


رد مع اقتباس