عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-23, 11:00 AM   #304
المُزن

الصورة الرمزية المُزن

آخر زيارة »  06-28-23 (09:48 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي








الحمد لله.. وبعد،
قال السمعاني مخبرًا عن أبي منصور الخياط: رُئي بعد موته -يعني في المنام- فقيل له: ماذا صنع الله بك؟
فقال: غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب!

قلت: هذا الإمام وصفه الذهبي بالإمام القدوة المقرىء شيخ الإسلام الزاهد..
وقيل: جلس لتعليم كتاب الله دهرًا، وتلا عليه أمم .. وكان صاحب كرامات.

ومن بديع معاني هذا الأثر: ذكر المغفرة بتعليم الصبيان الفاتحة، رغم كونه إمامًا صاحب قراءات وإجازات وتعلم عليه جهابذة الفن وكبار أهله .. ومع ذلك جاءته المغفرة - استئناسًا بالأثر - بشيء ربما يبدو لك يسيرًا مقابل أعماله العلمية الضخمة..

الشاهد المهم من هذا الأثر: أن إخلاص عملٍ يسير قد يبلغ بصاحبه مبلغًا لم يخطر ببال صاحبه يومًا!
وأن الإنسان فعلًا لا يستصغر عملًا لله قط، مهما بدا زهيدًا.
والأهم من ذلك أن يعي الإنسان أن الاستطالة على الناس بكثرة القراءة وتحصيل العلم الكثير والفهم الدقيق، قد لا تنفعه مقابل عمل يسير صدق اللهَ فيه صاحبُه؛ لأن الموازين عند الله لها شأن آخر.

والله يرزقنا خواتيم الإحسان


أذكار الصباح لمن نسيها، طاب صباحكم






 

رد مع اقتباس