عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-23, 06:50 AM   #3596
عطر النَّدَى

الصورة الرمزية عطر النَّدَى

آخر زيارة »  04-19-24 (06:16 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



بالأمس تذكرت موقف وضحكت ضحك على نفسي
كان عمري تسع سنوات سمعت أمي ماشية لسوق
تشري غرض وترجع بسرعة
لصقت فيها تاخذني معها وكان لي ما أريد
بعد ما إشترت الغرض مرت على بوتيك الأحذية
حتى تشوف إذا فيه جديد
ونحنا في البوتيك وقفت عند الرف المخصص للأطفال
فجأة وقعت عيني على قبقاب لونه أسود
قلت لأمي حابة أجربه وجربته طلع مقاسي
وقلبي حبه !
أمي رجعته لمكانه وقالت لي جيت لسوق بسرعة
وخليت الفلوس في البيت
وأنا كنت متأكدة أنه عندها اللي يشري لي القبقاب
طلعنا من البوتيك وقلبي متعلق بيه
أمي تجر في نخليها تسبقني وأنا وراها
أتذكر حسيت مشاعري تحطمت و العالم أنتهى
وكل شيء قدامي يمشي بالعرض البطيء
أمي نتبهت لوضعي وقالت : أنا عندي ثمن قبقاب واحد
ولازمني ثمن أثنين أختك لو شافته ممكن تبكي
أنا على وضعي عايشة حالة الصدمة
ورافعة راسي لسما
أشك أن أمي خافت نتصاب بأزمة نفسية
بسبب القبقاب كانت تعلم مدى عشقي للأحذية
مسكت أيدي ورجعنا للبوتيك طلعت منه وأنا حاملة الكيس
في رمشة عين تحولت لعصفورة طايرة من فرح
أتمشى وأنا سابقة أمي
وحدث ما توقعته أمي !
أختي أول ما شافت القبقاب فتحت فمها من الدهشة
حاولت أمي تقنعها بكل السبل لكنها فشلت
خلتها تبكي حتى سكتت على خاطرها
أنا خبيت القبقاب لأسباب أمنية !
في اليوم التالي خرجت أمي لسوق وشترت لأختي
نفس القبقاب لكن في اللون الأحمر !
بحثت عنه في عمي جوجل
لقيت واحد يشبه قبقاب أختي
..

..
هذا هو القبقاب اللي كان ممكن يسبب لي
عقدة حياتي
أتذكر كنت ألبسه للمدرسة رغم إعتراض أمي
والبنات اللي معي في القسم عجبهم
أختي كانت عايشة وضعية برستيج تلبسه حدود البيت
عشقي للأحذية أنتقل من طفولة لفترة المراهقة
لم يخف إلا في بداية العشرينات
أذكر هناك زميلة دراسة
سألتني اذا والدي لديه بوتيك أحذية
فأجبتها لماذا تسألين ؟!
ردت أحذيتك متنوعة وكثيرة
أجبتها بأني أحب شرأها فقط !
أختي كانت عكسي تحب شراء الملابس
وتذكرت أنها كانت تحب تلبس ملابسي بالسر
وقالت لي كنتِ متملكة أي واحد يقرب من أغراضك
تندميه ندامة عمره !
ذكريات هي
كبرنا وتغيرنا أنا وهي
وأصبحنا كأننا واحد

طاب نعاسي
وخبيرتي مشات مع الواد الواد
وأنا بقيت مع الناس الأجواد
رحم الله الميمة الحنينة
هي من كانت تقولها بعد الإنتهاء من قص الحكايات

ونقولكم بون نوي