عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-23, 11:38 AM   #9
مولانا

الصورة الرمزية مولانا
𝐌ỚђᾂммĚĐ

آخر زيارة »  اليوم (06:00 PM)
المكان »  حافة الأشياء
الهوايه »  القراءة، المشي، التأمل، البكاء «أحيانًا»

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذه القصة حصلت مع الشيخ محمد الحامد عليه رحمة الله تعالى ..
الشيخ الفاضل محمد الحامد رحمه الله تعالى وهو من علماء وفقهاء مدينة حماة ، العاملين لله عز وجل خرج في جمع من حجاج بيت الله الحرام ... يروي ما جرى معه فيقول :
بعد إتمام مناسك الحج في مكة المكرمة خرجنا إلى المدينة المنورة . وصلنا قبيل أذان العشاء ، دخلنا المسجد النبوي ، وبعد صلاة العشاء ، والصلاة في الروضة الشريفة ، ثمَّ الوقوف أمام مقام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ... و السلام عليه والدعاء ، ذهبنا إلى مكان نزلنا لنرتاح و نستعد لصلاة الفجر .
- أخذني النوم ... واستيقظت قبيل الفجر على رؤيا في منامي هَزَّت كياني ، فأخذت أُكثر من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه و سلم .
- في منامي هذا ، رأيت رسول الله صلوات الله تعالى عليه و هو يقول لي : يا شيخ محمد حين تصل مدينتك حماة بالسلامة إن شاء الله تعالى ، فأتِ أولاً بيت فلان الإسكافي " و ذكر اسمه " و قل له : إن رسول الله يبشرك أنَّ الله تعالى قد قبل حجك و حج زوجتك و قد بنى لكما قصراً في الجنة بجواري ...
- ويقول الشيخ محمد : فجلست أفكر في الرجل الذي ذكر لي اسمه رسول الله صلوات الله تعالى عليه ، وتذكرت أنه كان يريد الحج و زوجته ، ولكنه تخلف لأمر ما ، وراجعت أسماء الحجاج في قافلة مدينة حماة ، فلم أجد اسمه ، وقضيت يومي و أنا أُكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام .
- ونمت ليلتي ورأيت نفس الرؤيا " المنام " وسمعت من رسول الله صلوات الله تعالى عليه نفس الكلام ، واستيقظت فرحاً برؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام ، و لكني أفكر بالرجل وكيف قبل الله تعالى حجه وما رآه أحد من الحمويين في أداء المناسك !!! ما الأمر ؟ فأعود إلى نفسي فاقول : الله أعلم ...
- وفي الليلة الثالثة رأيت نفس المنام وسمعت ذات الكلام من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .
- ثلاثة ليال متتاليات والرؤيا واحدة ، والوصية من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ذاتها ، فكان مني الرغبة في الوصول بأسرع ما يمكنني إلى حماة ، لأداء أمر رسول الله وتوصيل البشرى منه إلى الرجل وزوجته ، وهذا ما كان ...
- فتم إخبار عناصر القافلة بيوم السفر إلى دمشق وأخبر الجميع أهلهم ، وخرج أهل حماة في اليوم المحدد لملاقاة واستقبال حجاجهم ، كما خرج أهلي و إخواني وطلابي ، و لكني تنفيذاً لوصية رسول الله عليه الصلاة والسلام ، و حتى يكون أول ما أفعله حين وصولي إلى حماة أن ألتقي بمن أمرني بلقائه " وهو الرجل الذي ذكر لي اسمه في المنام " وأبشره بما قال لي رسول الله صلوات الله تعالى عليه ...
- لذلك ... انفردت عن القافلة واستأجرت سيارة خاصة إلى حماة ، وصلت إلى ضواحي المدينة ... وكان الناس بانتظار الحجاج ، ورأيت أهلي وإخواني وطلابي بينهم ، بانتظار وصولي ، ولكني كنت متخفياً ... والوقت قريب من الفجر ... ولم تتوقف السيارة ... فلم يلحظني أحد .
- وأتيت بيت الرجل الذي أمرني رسول الله صلوات الله تعالى عليه بلقائه ، وهو ممن أعرفه وأعرف بيته ، فقرعت الباب ، و نوديت من داخل البيت : مَنْ ؟ قلت : الشيخ محمد الحامد ... فسمعت من يقول : الشيخ محمد الحامد ... أفي هذا الوقت ؟؟؟ و الناس بانتظاره على مدخل البلد ... سبحان الله " قالها متعجباً " وفُتح الباب ، ورحب بي الرجل ... وأدخلني البيت وهو يتعجب ... ولا يصدق نفسه مما يرى ...
- فلما جلست و هو أمامي و قلت له : إن لك معي بشارة من رسول الله عليه الصلاة و السلام ، ولكني لن أذكرها حتى تقول لي ما منعك من الحج هذ العام ؟؟؟ و قد كنتَ قد أعددت ما يلزمك ... وهيأت نفسك ... وسجلت اسمك واسم زوجتك ...
- فأطرق رأسه ينظر في الأرض ... ثم رفعه و نظر إليَّ و هو يتأوَّه ... و قال : يا شيخ محمد حفظك الله ... لقد كنت أجمع على مدى سنوات الليرة فوق الليرة ... حتى اكتمل لي ما يكفي لأداء الحج أنا و زوجتي ... لكن ما منعني يا شيخ محمد , أن امرأتي وقبل اتمام ما يجب علينا من إجراءات بأيام ، فتحت باب الدار بعد أذان الفجر لترمي الأقذار في المكان المخصص لها ... فرأت امرأة ملتحفة بغطاء أسود على موضع الأقذار " المزبلة " تجمع قشور البطيخ الأحمر ... ثم وضعته تحت ملحفتها و أسرعت بالسير ... فتتبعتها زوجتي من شق الباب ، فإذا هي تدخل البيت الملاصق لبيتنا .
- يا شيخنا ومعلمنا الحامد : لقد ذكرت لي زوجتي فقالت : تعجبت من تصرف جارتي و بدافع فضول النساء صعدت سطح الدار لأنظر ماذا تفعل بقشر البطيخ ؟ فقد ظننت أن عندها غنمة أو معزة ... وأسطح بيوتنا يا شيخ محمد كما تعلم تكشف ساحات بيوت الجوار ...
- فقالت لي زوجتي : و كان أن رأيت جارتي والتي توفي زوجها منذ أكثر من سنة قد أخذت تقطع قشور البطيخ قطعاً صغيرة ، ثم جاءت بخبز يابس ففتته على القشور المقطعة وخلطته بقليل من الماء ، أنا انظر إليها وأكاد أجهش بالبكاء ... تمالكت نفسي فرأيتها قد أيقظت صغارها وأكبرهم في حوالي الثامنة من عمره وأخذت تطعمهم مما صنعته ... و تأكل معهم كأنها تُغريهم ليأكلوا ...
- وقال الرجل يخاطب الشيخ محمد الحامد : يا شيخي الفاضل ... كعادتي كنت قد خرجت مبكراً لصلاة الصبح ، و لما عدت ، وجدت امرأتي تبكي ... و لها أنين ... ظننتها قد وقعت وهي تتوضأ فكُسِر وُرْكها ... سألتها : ماذا أصابك ؟ فازدادت في البكاء ... فلما ألححت عليها ذكرت ما رأت من أحوال جيراننا . فبكيت مثلها و أكثر ...
- و يقول الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى ... و قد رأيت الرجل و هو ينهي قصته و الدموع تجري على خديه ... فبكيت مثله ... وفي قلبي ما هو أهم ... كم نحن مقصرين بحق إخواننا ...
- لكن الرجل قطع تفكيري و تابع يقول : يا شيخ محمد ... فاتفقت أنا وزوجتي أن نعطي المبلغ الذي جمعناه لحجنا إلى جيراننا ... وكنت أدعو الله أن يتقبل منا ... وكان المبلغ في كيس صغير ... فأخذته وحين خروجي لصلاة الصبح ، وقد قصدت التبكير أكثر من عادتي ، قرعت باب جيراننا هؤلاء ، وسمعت صوت باب يفتح في الداخل ، فرميت بالكيس من فوق باب بيتهم وأسرعت بالابتعاد ...
تلك هي القصة يا شيخ محمد ، والله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وأقول لك أننا من اليوم الذي ذكرته وحتى اليوم أتقاسم مع جيراني ما يرزقني الله ، وبدون أن يشعروا ، تقوم بإيصاله زوجتي بأساليب متعددة ، أسال الله أن يتقبل منا وهذا دعائي الدائم .
و يقول الشيخ محمد الحامد :
فبشرته بما قال لي رسول الله صلوات الله تعالى عليه أنَّ الله قد قبل حجك وحج زوجتك وبنى لك بيتاً في الجنة بجواره صلى الله تعالى عليه و سلم ، فسجد لله تعالى شاكراً ، و صلى على رسول الله عليه الصلاة و السلام .


 

رد مع اقتباس