مسافر انا والزمان

مسافر أنا والزمان
مسافر ...
بلا هوية بلا وجهة...
بلا عنوان
مسافر ..وحقائبي ملاى بالأحزان
كعاشق رماه الهوى
وأصيب بالهذيان
كنبتة اذبلتها يد الخريف
تحملها الريح انى شاءت
إلى أي مكان .
غريب أنا في زمني
وزمني غريب في....
فهل يلتقي الضدان ؟
مسافر زادي عنادي
وفي الرأس ألف قصيدة
للحب
وألف موال...
للحرمان .
وأبدا لن تغويني الدنيا
فإني خابرتها...
وعندي عنها بيان
مسافر
أحمل عنادي نعشا على ظهري
ويسائلني
أتشذ يا هذا ويشار إليك بالبنان ؟
وأجيب ، بلى
وأبدا ذلك لن يلبسني ثوب النقصان
إني مهاجر بديني ، بأخلاقي ، بحياتي
من دنيا...أرخصت كل فضيلة
وطفت على سطحها كل رذيلة
فقاعات هواء...ماًلها الذوبان
مسافر أكابر وأجاهر زمني بالعصيان
في دنيا...
قزمت كل ذي عقل
إستأسد فيها كل زنيم
وأمسى من أهل الصولجان
بجاه زائف ودرهم رنان
في دنيا مومس ..زبائنها كثر
ليس لها حبيب...
فكم قضى في حضنها من الخلان
مسافر مهاجر مجاهر مكابر
ويهامسني قلبي
يا هذا... لما الثورة ؟
لما الغليان ؟
سافر ففي أرض الله سعة
و لا تخاصم الأيام
ما تغيرت الساعات ولا السنون
وإنما ذاك دأب الإنسان
لا يستقر على حال
وأبدا ما رضي بما كان
سافر وأطلب ودها
وليكن مركبك الإحسان
سافر وليكن سلاحك قناعتك
تسكنك قلب الإطمئنان
سالم الدنيا وأبعد عن يمها
فما عاد من غاص في قعرها...
إلا جثة للديدان
كل إناء لا يحتمل إلا وسعه
وما زاد فاض
وتولى أمره شيطان
هذه الدنيا قد بدت سوأتها
نفر منها كل ذي لب
يدري أنها حلم سينقضي...
وبعده إما الفزع...وإما الأمان .
أصبر وصابر على مر الأيام
فلرب مقدور...
يضع عنك ثقل الأحزان .

ن .شريطي.