عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-13, 01:12 AM   #1
اهــہات السنـہـين

الصورة الرمزية اهــہات السنـہـين

آخر زيارة »  04-15-19 (05:28 AM)
المكان »  لبى قلبها المدينه المنوره
الهوايه »  الروايات والكتب الروعه
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Domain 7dca28173e سفن أبحرت ولم ترسو . . .!





مع اقتراب الغروب

والى ان يحل الظلام
ارقُب معانقة الشمس مياه البحر
في أروع معجزات الكون
شمسٌ الى أفول
وقمرٌ على وصول
تضطربُ الأمواجُ وترتفع
حركةٌ غير معتادة للمياه
كأنها تَحملُ اثقالاً؟
نَم يا صغيري فالوضعُ اعتيادي
ما هي الا سفن صيدٍ تحملُ الخيرات !
بوارجٌ واساطيلٌ تتسلل
لتغتال حُلمك
تنهبُ خيراتك
تَصطادُ تاريخُكَ
لِتُعيد صِياغَتك من جديد
فرقعاتُ المياه تتصاعد !
سمومٌ في المياهِ تُدفن
آلاتُ قهرٍ وفتكٍ الى أِخوتي تُحمل!
فالشأنُ لا يَعنيني
والأخُ هَجرتَهُ من سنينِ
سَكنَ الليلُ والمياه هَدَأت
وعَكسُ الاتجاهِ سفينةٌ تَحركت!
مِن مَرساتها وحبالها تَحررت
تَزأَرُ كَالأُسودِ اذا تَمردت
أِحدى سُفننا القديمة
تنوي الرحيل
بِلا مَلاح
بِلا مرساه
هيَ لنا والفرقُ بيننا
أَنها تَكبُرنا بِكثير
أَقزامٌ اذا ما قُورِنا بِها
لم يروق لها المشهد
ويُعنيها لِمَن آلاتُ الفتكِ تُحشَد ؟
فَهيَ أَكبرُ مِنَّا بكثير
فَقَرَرَت الرَّحيل
بِلا بَوصَلة
سفينةُ الأًخوةُ تُبحِرُ بِلا بَوصَلة
وأنا كَمَن فارقَ عزيز
كَمن شَيَّعَ أَخاً الى مَثواهِ الأَخير
مُوحِشٌ لَيلي على مَن رَحَل
أُصارِعُ نَفسي عَلِّي أَغفو
صَوتٌ مِن بعيدٍ يُقبل !
أَشبَهُ بصوتِ نُواح
أُغمِضُ عيناي مُتناسياً
أَصطَنِعَ النومَ باكياً
الصوتُ يعلو
ومني يَدنوا
نِداءُ استغاثة ؟
أم نِداء رحيل ؟
سفنٌ جديدةٌ تَرحل ؟
مُستحيل
فَأَنا مُستمِعٌ جيدٌ للأخبار
ليس فيها الا
دِراما جديدة تَحملُ اساءةً للرسول(ص)
انفجارٌ جديدٌ في كنيسة
واغتيالٌ في مسجد
ومَقتلُ مِئاتُ الأقباط
وحَرقُ آلافُ المسلمين
وانتشارٌ مُوَسعٌ للطائفية
وعَودَةٌ حَميدةٌ للنَّعرَة القَبلية
والأَمطارُ تتساقطُ يَوميا ً بِلَونِها الأَحمر
فقط لا غير !
أيقنتُ بِخبرتي بِأَنَّ أبواقُ النِواح
ما هِيَ الا
صَدىً لِأَصواتِ استغاثة
مِن أِحدى سُفُنِنا الراسِيةُ مُنذُ عَهدِ الرُّسل
لا أحد يُجيبُها
مِياهُنا لم تَقدِر على حَملِها
خَلاصُها في رَحيلها
عَلَّنا نَعِي قيمتَها
سفينةٌ اخرى تُخليها مِياهُنا
سفينةُ التسامح
تُبحِرُ بِلا بَوصَلة
سُفننا تَرحل
الواحدةُ تلو الاخرى
نَحنُ بَوصَلتِها
سَنفتقدُها
سَنشتاقُ عَودتَها
والى أَن تَعود وتَرسو على شَواطئُنا
نَكونُ قد رَوت الأَرضُ دِمائَنا
والأُخوةُ غابت عن مُفرداتِنا
والطائفيةُ من ثقافةُ أَجيالِنا
سُفنٌ كثيرةٌ رَحَلَت عَنا
أَبحرت وَلم تَرسو
لا بُدَّ لَها أَن تَرسو يَوماً ما
وَلكِن مَتى ؟
الله اعلم وادرى