لطالما شعرت أن الفؤاد والبصيرة شيئان متلازمان
يرتفع أحدهم بإرتفاع الآخر ويهبط بهبوطه
فالفؤاد يحل محل الفكر والتفكر في الإنسان وهي البداية لكل شيء
فبالتفكر يدرك المرء الكثير مما كان يعلمه ولا يعلمه
فعلمنا بالشيء يختلف عن إدراكنا ووعينا له
وكأنه غشاء أو ضباب أنقشع !
فتصبح نظرتنا للأمور بشكل مغيار عما كانت عليه !

أما البصيرة فهي ذات مدى أعمق واوسع وحتى أصدق
فيبصر المرء من داخله مالا تبصره وتراه عينه
فالعين ترى خارج الأشياء من حولنا أما البصيرة
فتلمس دواخل الأشياء وعمقها
وتعلم ماهيتها و مدى صدقها !
فمن خلالهم يندفع المرء ويتحرك ويتوقف
ينسحب أو ينسجم فحين ننصت للفؤاد تدركنا الأسئلة
وحين نتساءل ونذوب في صدق التفكر تنفتح البصيرة
فنبصر ونستشعر دواخل الكون !
إنه شيء في أعماقنا يحركنا نحو السكينة والنور
فكيف للإنسان أن يبصر دون أن يدرك ؟!
وكيف له أن يدرك دون أن يسأل ويتساءل ويفكر !

أسألو وأنصتوا لدواخلكم بكل صدق
فإن للفؤاد والبصيرة
بصر وسمع ولسان ..!