عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-23, 09:35 PM   #6
ahmed 22

الصورة الرمزية ahmed 22

آخر زيارة »  يوم أمس (09:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





بالإمكان الحديث عن الحرية
بأكثر من منظور ..
وبأكثر من رؤية ..

سواء كانت دينية أخلاقية او علمية
او فلسفية .. سياسية ..اقتصادية ..
ما يحكمه رأس المال .. وما يقتضيه
تضارب القوي بين الدول ..

ما بين حتمية وإختيار ..

يعني
الكثير من الأطروحات تتعلق بالحرية ..
من سيتحدث ..
سيتناول مفهوم الحرية
بما يفتقده مجتمعه ...
او ستظل مفهوم عبثي
لمن لا يدرك المراد منها .
او أكبر من ان يستطيع ان يروضها

فالحرية بمثابة وحش جائع
يحتاج دائما من يروضها
والا التهمتنا من الداخل ...

عندما ينتقل عقلك لمرحلة
أعلي ...
و عندما يفرض عليك التطور
التفكير في أولويات غير ما كانت ..
فأعلم أن هذا الوحش يهتاج اكثر
لأنه كمفهوم يتطور
مع متطلبات هذا المجتمع
وبتطوره يحتاج دائما من يفلتر
هذا الفلتر قائم علي فكرة
وهي فهم فقه التراكمات ..
فالإسلام منحنا تلك القيمة
ونحن فقدناها مع مر الزمن ..

فقه التراكمات
من اجل التحكم بالواقع والمستقبل والمصير
فهو مبدأ التعامل مع الحياة ..

وهو ان ترصد الحاضر
و تستقرأ الماضي
وتقوم بتحليلهم
فتحدد بيه نوع الرسالة
او العلاج المراد بيه
اصلاح الواقع الحالي
وعلي اي اولوية
يجب ان يرتكز هذا الاصلاح
لصناعة مستقبل افضل ..

اذا استقرأنا الماضي
من رؤية ارسطو وافلاطون للحرية
إلي ما وصلنا به الآن ..
لفهمنا نوع الدعوة
المراد العمل بها
لكي تزرع مفهوم الحرية
بشكل سوي داخل الأجيال الحالية .

المشكلة أننا عندما نتعامل
مع الحرية كمفهوم مجرد
لا نستطيع ان نستوعب الكثير من الأمور
وهو مثلا
أن لكل أمة علاج خاصة بها وحدها
فمثلا ما يصلح لعلاج دولة ..
ليس بالضرورة أن يصلح لأخري ..

و أننا بتقليد امم اخري
نؤخر من عمليات اصلاحنا
لأن هناك هوية واحد لكل مجتمع
قادرة علي ان تعود به ..

فلا يجب علينا ان ننسلخ من تلك الهوية
لنكون مجردتهوية لهذا للعالم ..
فقط مطالبين ان نلقي عليهم ببيانات
تريحهم تجاهنا ... ولكننا لن نرتاح ابدا ..
وسنظل تحت الوصايا الفكرية الخاصة بهم ..

الإقتداء بأمم آخري تعاظم تطورها
بشكل عام لا يفيد بالضرورة..
وبالتالي انتقالها بمفهوم الحرية
لمنظور أعلي قد يكون
مجرد فخ مميت لأمم لأخري ...
لأنها أدركت مفاهيمها الخاصة من الحرية
ولكنها لم تستند لماضيها
لكي تفهم وتدرك وتسأل
هل هذا سيدوم أم لا ؟

هل تلك الدعوات وما ترتب عليها
هو الطريق الصحيح ام لا ؟
هل ستدرك بعد 100 عام من الآن
أنهم كانوا في الطريق الخطأ
مع العلم أن العالم كله كان يظنهم البوصلة
التي يجب ان يسيروا علي نهجها ؟
ليس معني ان الكثير يعيش بمحاذاة النهر
انهم قادرين علي الزراعة ..

أن تكون حر ...
معناه أن تكون مدرك بمسؤلياتك
قبل الإستعانة بطفراتك ...
ان تدرك ماهية واجباتك
وما سيترتب عليها
قبل ان تطالب بحقوقك
وما سيستوجب أن تدفعه
لكي تنال تلك الحقوق بشكل نقي ..

كما ذكرت في الأعلي
قد يأخذ الحديث عن الحرية
اكثر من منهاج ودعوة ..

ولكن الحرية ليست بالضرورة ان تكون طريق ترسمه ..
وليست بالضرورة ان تكون أداة تخضع بها الواقع لإرادة البعض
تحت مسميات رأس مالية او اشتراكية او دينية كما الآن ..
فطالما الكل يستخدم الحرية كذريعة فهي اداة برأيي..

الحرية باحترام الهوية ..ثم النظر إلي ما تحت تلك الهوية
لكي تكون طريق يحدد الإطار العام لما سنعيشه .
فالحرية دون إدارة الهوية هي جريمة ..

الهوية يحكمها الدين والقانون
الذي اتفق عليه الناس ليفصل بينهم
وأن تكون إنسان ..

ان تكون حر بشكل مطلق
معناه انك حر لتقتل وحر لترحم ..

أما ان تكون إنسان
فأنت غير حر لتقتل
بل مرغم لأن ترحم ...

القاعدة هي الرحمة .. الشذوذ هو القتل ..




 
التعديل الأخير تم بواسطة ahmed 22 ; 03-04-23 الساعة 09:48 PM

رد مع اقتباس