الروتين غير مُجدي، لطالما ظننت أني غير مكتمل ودائما ما يوجد نقص في زاوية من زوايا غرفتي حيث أقضي وقتي وأمارس وأتعلم. لم ابدأ بشيء وأنهيه، إعتقدت أنه المعنى الحقيقي للفشل. لم أعد أرى الخيال الواعد على المرآة إنما أرى شيخاً يملأ وجهه التجاعيد ولم يبقى لديه سوى سنٍ واحد، يملأه التراب، أحدب الظهر. ليس للحاضر أيُ صلة كان بُعد نظر إنه المستقبل للفكرة التي تكونت، كان لليأس فرشاة وألوان فجلس في الزاوية المفقودة ومن ظلال العدم أخرج الانعكاس. كنت أحيى في عالم ظننته طبيعياً حتى سقطُ في وادٍ مليءٍ بكل ما هو ليس عادي، كنتُ غريباً وكانو غريبين. لم أرى لهم أعين فسألتهم عن بصرهم حتى بدأو يحنون رؤوسهم لليسار او لليمين ويثنون شفاههم. كررت السؤال فأظهروا الجهل بالمعنى حتى كررته بصياغة أخرى فإتهموني بالتأليف. حينما شرحت لهم عن الأعين وعن جمال ما تراه العين، لم يكن بالشيء المهم بالنسبة لهم ويعطوه اهتماماً حتى اذا انتهيت من حديثي رأيتهم يميلون رؤوسهم باتجاهات مختلفة وشفافهم مضمومة مع صوت أنفاس عالية، أدركت ما أدركته وتوقفت وحاولت أن أخرج من هذا المكان، لم يدعوني أذهب وأخبروني عن جمال موطنهم، وضُعف اهتمامهم بوصفي عن البصر في حين أن حواسهم تغنيهم عنه. أخبرتهم بأنه حاسة خامسة فاستهجنوه وأشفقوا علي وعلى الطريقة التي أفكر بها.