الموضوع: مملكة الحرية ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-23, 02:45 AM   #4893
متأمل

الصورة الرمزية متأمل

آخر زيارة »  05-22-24 (01:41 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اللي عنده نفس قراءة القصص
هنا قصة عجيبة جداً
ولولا ان لها مصادر ما اوردتها


ً
ً



" يحكى أن هناك رجلا يدعى
( خُزيمة بن بشر )
كان هذا الرجل ميسور الحال
ينفق علي كل فقير ومحتاج
حتى الذين لديهم مال كان يعطيهم ..

‏حتى دارت عليه دائرة الدنيا
والأيام فأصبح فقيراً معدماً ..

فجاء بعض الذين كان يعطيهم من خيره
ويمد لهم يد العون
فأعطوه شهرا أو شهرين
ثم ملوا وتوقفوا عن مساعدته

‏فأغلق باب بيته عليه
وهو لا يجد ما يسد به الرمق هو وزوجته ..

‏كان الوالي المكلف في الجزيرة
يدعى ( عكرمة بن الفياض )
‏وكان يعرف خُزيمة بن بشر فسأل عنه .. !
فقيل له :
لقد افتقر خُزيمة
وأصبح لا يملك قوت يومه وأغلق بابه ..

‏فاندهش عكرمة قائلاً:
خُزيمة افتقر ؟؟
ولَم يجد ممن كان يعطيهم من يقف معه ؟؟
خزيمة الذي كان يعطي
عطاءَ من لا يخشى الفقر ؟؟

‏وفِي الليل والنَّاس نيام
خرج عكرمة الفياض الوالي
وأخفى وجهه وهو يحمل علي ظهره
حملاً ثقيلاً حتى بلغ دار خزيمة
ثم طرق الباب

‏قال خُزيمة : من ؟
‏قال عكرمة : ضيف
‏ففتح خزيمة
ووضع عكرمة الحمل من ظهره وقال :
‏هذا لك
‏قال خُزيمة : ومن أين ؟
‏قال عكرمة : من مال الله
‏قال خُزيمة : ومن أنت ..؟

‏قال عكرمة : جابر عثرات الكرام
‏قال خزيمة : بالله عليك عرفّني من أنت ؟؟
‏قال : جابر عثرات الكرام ثم انصرف مسرعاً

‏قال خزيمة لزوجته :
أشعلي لنا فانوسا
لنرى ماذا أحضر الرجل المُلثم
‏قالت :
ليس لدينا فانوسا ولا حطب نوقده
‏فأخذ خزيمة يتلمس الكيس في الظلام
حتي انفلق الصباح
‏وعندما فتحه وجدها أربعة آلاف دينار
وكان الألف دينار تعادل أربعة كيلو ذهب
ومائتين وخمسين جراماً
‏فشكر خُزيمة ربه وقضى دينه وأصلح حاله

‏وعندما رجع الوالي عكرمة إلي بيته
وجد زوجته تولول وتقول :
لا يخرج الوالي في هذه الساعة
إلا لزوجةٍ أخرى ..!
‏قال : لا والله
‏قالت : إذن أخبرني أين كنت ؟
‏قال : لو أردت إخبارك أو إخبار أحد
لما خرجت متخفياً ليلاً
‏قالت : يجب أن أعرف وألحت
ولَم تنم حتى قَص لها القصة وقال:
‏اكتمي السر ولا تحدثي به حتى نفسك

‏وبعد فترة ذهب خزيمة إلي أمير المؤمنين
سليمان بن عبد الملك فسأله :
أين كنت يا خزيمة لم نسمع عنك
من زمن فقص عليه القصة

فقال الأمير : ومن جابر عثرات الكرام؟
‏قال : لم أعرفه ورفض إخباري
‏قال الأمير : ليتك عرفته
‏ثم أمر بمنح دنانير أخرى ل خُزيمة
وأصدر امرا بإعفاء عكرمة الفياض
‏وتعيين خُزيمة والياً لمنطقة ألجزيرة
ورجع‏ خُزيمة ودخل قصر الوالي
وهو يحمل مرسوم العزل
وكان في استقباله عكرمة بنفسه
وسلمه أمر العزل
فقال عكرمة : كله خير

‏ثم قال خُزيمة :
أريد أن أحاسبك علي مال المسلمين
‏فرحب عكرمة بذلك
فوجد خُزيمة مبلغاً من المال غير موجود
‏فقال خُزيمة : أين المال يا عكرمة
‏قال : ليس معي
‏قال : إذن رُده من مالك
‏قال : لا أملك مال خاص
‏قال : إما المال أو السجن

‏وسجن عكرمة ردحاً من الزمن
ووضعت له الأغلال الثقيلة في يديه
وظهره حتى ضعف جسمه وتغير لونه

‏وعندما سمعت زوجة عكرمة
بما حدث لزوجها الوالي المعزول
‏ذهبت الي خُزيمة
وكانت هي إبنة عّم خُزيمة
وقالت له :
‏يا خُزيمة ما هكذا يُجازي جابر عثرات الكرام
‏فانتفض خُزيمة مفزوعاً قائلاً :
هل هو عكرمة ؟
يا ويلتاه وهرول إلي السجن
دون أن يسمع شئا آخرا

‏وأخذ يفك الأغلال عن عكرمة بيديه ويبكي
‏وعكرمة يسأله : ماذا حدث ولماذا تبكي ؟

‏قال خُزيمة : من كرمك وصبرك وسوءُ صنيعي
‏كيف أنظر في وجهك ووجه ابنة عمي؟

‏فأمر له بالكساء والغذاء
وعندما استوى عود عكرمه
قال له : هيا معي إلي خليفة المسلمين

‏فلما رآهم الخليفة بن عبدالملك قال :
ما الذى أتى بك يا خُزيمة
وأنت حديث عهد بالولاية ؟؟
‏قال خزيمة :
أتيتك بجابر عثرات الكرام
وأظنك كنت متشوقاً لمعرفته
‏فاندهش بن عبد الملك وقال :
هل هو عكرمة ؟
خبت يا بن عبد الملك
وتعجلت لقد أخجلتنا بطيب صنيعك
وصبرك يا جابر عثرات الكرام

‏فأمر لعكرمة بعشرة آلاف دينار
واعاد تعينه والياً وقال :
إن شئتما حكمتما معاً
‏وظلا واليين مع بعضهما حتى توفاهما الله

‏هل من جابر لعثرات الكرام في زماننا؟! "


ِ