الموضوع: محيط الأوهام
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-23, 06:28 PM   #1
غير مهم

الصورة الرمزية غير مهم

آخر زيارة »  06-11-24 (12:55 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي محيط الأوهام



على مدى آلاف السنين عاشت البشرية في أوهام وأكاذيب من صنعهم، كل ما يذكر في تاريخ البشرية في يومنا هذا هو النجاحات والإنجازات والفوز وتحقيق الأهداف وكيف ينتصر شخص على آخر، حيث أنهم لم يذكروا الحقيقة وراء كل ذلك ولم يهتموا للتضحيات، ذكر كيف انتصر بشري على بشري آخر ولكن لم يذكر كم الدماء التي هدرت من أجل هذا الانتصار، ذكر كيف تطور الطب عمدى السنوات ولكن لم يذكر كم أهدرت أرواح بتلك التجارب، ذكر كيف أسست بلاد من الصفر إلى قمة التطور ولكن لم يذكر عدد الهياكل المدفونة تحت تلك البلاد كأساس لقوامها.

البشري كشخص منفرد يعيش بوهم من صنع نفسه ومن حوليه، يرى ما تريه عينيه ويشعر بما يريد أن يشعر، داخل عقل معظم البشر سنجد أغشية مصنوعة من الأوهام تغطي العقل الباطن ( عصفور ولد داخل قفص فيظنها الحياة )، هذه الأغشية ليست بثخينة يصعب إزالتها ولكن البشري يخاف من الحقيقة وما يترتب عليه من تضحيات، لطالما خافت البشرية من الحقيقة واهتمت بحياتها اليومية وأهدافها الوهمية التي لا نهاية لها حيث كل ما ينجز ما هو إلا غلاف يغطي الحقيقة بطبقة تلو الأخرى، البشري يدفن نفسه بالحياة قبل أن يدفن في آخرته.

منذ الأزل والبشر يلعبون بالحقائق أو يضيفون إلى القصة من عندهم وذلك منذ آلاف السنين، حيث أننا اليوم نعيش بقصص وأمور كثيرة أتتنا من الماضي البعيد فكم من الأوهام والأكاذيب نعيشها اليوم، كم تقليد نتبعه وهو مجرد بدعة تم إنشائها من قبل بشري لا أكثر، كم فكرة نتبعها خلقت من الماضي وتم التلاعب بها من قبل البشر ونحن ننفذ تعاليمهم المحرفة، وبالأخير يأتي شخص ليقول لك لا تفكر بهذه الأمور فلا فائدة منها إنما عش حياتك كما هي واتبع دينك ودنياك ولا تهتم لتلك الأسئلة وكاختصار لحكيه وكأنه قال لي لا تهتم للحقيقة أي أنه أضاف غشاء وهمي لنفسه ويحاول إضافته لي.

البشر مليئين بنقاط الضعف حيث يمكن استغلالهم عبرها بطرق كثيرة، البشر مليئين بالأكاذيب والخطايا، البشر يستعملون بعضهم البعض للصعود والتطور، بعض البشر هم التمثيل الحرفي لما يقال عنه شيطان، أوهام البشر وأكاذيبهم أثقلت الحياة، فإلى متى سيستمرون بالغرق في محيط الأوهام ظانين أنهم سيصلون إلى قاعه...


 


رد مع اقتباس