أول قصيدة أنظمها وحصرية لمسك

شوقي إلى البيت الحرام يدفق
ويهيم قلبي في هواه ويعشق

وإلى زلال في حماه متيم
ويذوب شوقي والكآبة تزهق

هل ألتقي بالنور أسعد مهجتي؟
فالنفس في حب العتيق تعلق

رب الوجود حملت هذي زلتي
فلمن سواك ولي يقيل ويعتق

إلاك ربي إنك الغوث الذي
دوما تجير من ارتجى يتمزق

الفرح هلل لاثما أم القرى
والنور يدفق هاديا كل الورى

والأرض قد رقت وطاب نسيمها
لما أطل بنوره فوق الثرى

يا قبلة التوحيد أول مسجد
للخلق تهديهم..بك الليل انبرى

وملائك الرحمن طافت حوله
والنور يبسم في السهول وفي الذرا

والأمن يرتع هائما بشعابه
والخوف يعزب والجهالة تزدرى

الله بارك مكة وأجلها
وأحاطها برعاية ويظلها

فالرسل لبت في خشوع وارتوت
والدين أشرق والأمان يقلها

هذي قلوب المسلمين تشوقت
وسرى الحنين يحفها ويعلها

ركن الخليل ومهبط الوحي الذي
نشر السكينة.. فالسلام يحلها

أدعو الإله بأن أطوف بساحها
والنفس في بيت الحرام أذلها

رب الخلائق قد أتيتك تائبا
كثرت ذنوبي والفؤاد سيعصر

مالي سوى باب الهدى هو موئلي
فيه ألوذ وقد أضير المحجر

فلطالما لهت الجوارح كلها
والنفس في سبل الهدى لا تعبر

فالله غفار لمن ولج الهدى
يمضي به .. هو يستنير ويبصر

فامنن علي برحمة رب الدنا
ولأستضيء بنورها أنا أخطر