تعال لنقتل الظمأ
بلقاء يجمعنا وكوب قهوة
لأنّ عينيك هما ما يرغماني
ويصران في الكتابة أكثر
فإنك وقهوتي من محسنات هذه الحياة
ولأنني لا أستطيع حصرك بداخلي
لذلك أفرط في ارتشاف القهوة
والكتابة إليك..
في المساء أجلس على شاطئ البحر
وأعد النجوم وأناظر ساعتي
وأنتظر مجيئك
لأنك بارع جدا حين تحصر ضحكتك
في أذني ووجهك في كل زوايا عيني
وبكوب قهوتي
وحين تغيب
كل الهدوء والصمت العارم
كل المتسع الكبير الذي يحدث في غيابك
أواجهه بكوب قهوة ..
كم تمنيت أن يجمعنا كوب من القهوة
أن أقف دون أن يهتز ثباتي أمام المارين
وأدعو ألا أُصاب بالتساقط
هدرًا في تأخرك ،،
لست بمتنبئة
لكني أرى ملامح وجهك
في قهوتي
فلقد اجتاحت قلبي
كأنها لحن كأنها أمنية
تخلق فيَّ ألف حب
وبهجة..
لدى الجميع ثقافات مختلفة
في ارتشاف القهوة
أما أنا فلدي وجهك حين أناظره
وأعرف بأنّ هذا
ما تعنيه كلمة حياة ..
وددت أن يُلاح وجهك
في كل الكافيهات
على أوجه كل محبي القهوة
وعلى وجه أول كل صباح
وآخر كل نهار
على إعلانات النسكافيه
التي تأخذ متسعا كبيرا
في العلو وعلى كافة الطرقات
وددتُ لو أنّ اتساعك داخلي يُرى
أنت استثناء لا تليق بك المقارنات
تتمادى كيفما تشاء وترغب
أرغب أن استوطنك
وأحملك في كل مكان
لأنك كل الأشياء التي أحبها
كأنّ الحياة لا تأتي سوى من جهتك
وكأنّ كل الطرق أصبحت لا تؤدي
إلا إليك..
كوبين من القهوة ارتشفناها
وفيروز أغنيتنا ..
أعرف مليا كم تحب القهوة
بنها ، أسرارها الداكنة
العبق المبثوث في
كنف كل لقاء لنا
أشربها حزنا إذا دقّ الغياب
أشربها مخلصة لروحك
…
كنا و القهوة شفاها
نملأ المقهى أغنيات فسيحة الحب 

و الأنامل تقبض بحرارة على الفناجين
عقدت اتفاقية مع الغيمة
أن تمنح قهوتنا الماء لتصنع كل شتاء
حين تحضر القهوة
تغيب النجوم ويحضر القمر
وتحضر نكهة الياسمين
في كوب من لوتس وماء
ويشرق الصباح من جديد
لا أريد شمسا
أكتفي بوجهك أن يشرق علي
في كل صباح وأنا أرتشف قهوتي