انقضى الوقت
و لم يبقى منه إلا قدر وعد
لم يتسنى للمواقيت أن تفسح له فسحة واقع
فاتخذ من الخيال مسرحاً
يرتجز فيه القول بأثر القول
و بسطّر الأفعال بلا خطى
و عبثاً - يراقص الورقة تلو الورقة
بعد أن يطلق عليها اسماً مثيراً
و يخبرها حِبراً : أنتِ حبيبتي الأخيرة !
حتى تمطر فيسيل حبر الغزل
و تذوب الورقة في ماء الكلام
فيعود متأبطاً ورقة أخرى
مطوية بعناية بين كفيه القاسيتين
ليطعنها - حباً - بقلمه الحادي عشر
ثم تذكر
بعد أن سال دمها
أن كلماته ذات يوم قتلت امرأة يحبها
مذ ذاك
لم يعد يميز بين الحبر و الدم
و قضى وحدته يكتب بجنون
لحبيبته التي تسكن في أعماقه