وشلون تتركني أعيش بمنافي !؟
وهي اليقين اللي لها بصدري صروح



ولو تعرفين شكثر همي تخافي
احزن من الغصه و أكبر من النوح


//

يرد السؤال الاستنكاري
باسلوب إنشائي طلبي استفهامي

بكيف
"شلون"

سلمته لمصير أن يواجه الحياة من غيرها

هي لم تهجره

لكن
ذاك الغياب علته كعاشق

يستنكر

حيث
من الواضح معرفتها بتأثره عندما تغيب

فكيف لها أن تتركه يعيش حالة المنفي

لحظة هُنا

لنسترجع ماذا كانت تعني له المحبوبة
؟؟؟

كانت
له وطن

عدم وجودها

هو نفي عن الوطن

الروعة روعة هنا

ويدل على الترابط الفكري بين أقسام

هيكلية القصيدة

فالهيكل البنائي متكامل ومترابط


جدا روعة

//

كما نلاحظ جمع المنفى للمنافي

للدلالة إن الوحشة من غيرها أضعاف مضاعفة
وحشة غيابها كبيرة
من
خوفه عليها
من
غياب من يتلهف ويتوق لملاقاتها

كل ما به يشير
لوحشة الغربة

وكيف يعيش الشخص حنينه لمن يود

كما
يحيا المغترب
شعور غربته عن وطنه بحنينه له

هُنا
أتذكر قول أمير الشعراء
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي

//
هذا الصراع نجده الآن
تنازعه ذاته ولهفته
حنينا وشوقا لوطن سكانه جمعهم
هو
كما رؤيته
//

يؤكد في الشطر اللاحق
على
الحقيقة التي لا يخالطها شك
"اليقين"
التي احتله قلبه سكن وعمرته
بمبانٍ ملكيتها تعود لها
كبناء شامخ ثابت على خريطة القلب

وروعة

//

و
من ثم
يشرح مدى مصيبته جراء ذاك الغياب

لماذا قدرتها بالمصيبة
؟؟

لأن الوصف يشرحها كالمصيبة

خاصة
لفظ
"أكثر من النوح"
النوح
الصراح المقترن بفاجعة قوية
هكذا نزل المصائب على من فُجع قلبه بغالي له
هذا من غيابها

كما
أن غيابها
أحزن
وهنا
أحزن تُعد من صيغ المبالغة على وزن أفعل
أي أن غيابها
الدرجة الأعلى وقمة الحزن وهرمه

فلا حزن وفق هذه الصيغة أكثر ولا مصيبة أكبر
هي أكبر من مجرد غصة
أكثر من اختناق وضيق التنفس
الغصة
ذاك الشعور
اللي يتراكم في النفس
ويشعر الشعر معه
كأنه يختنق ويفقد قدرته على تنفسه

تضيق الدنيا بما رحبت
حتى
تخنقه


نجد غيابها وقعه مؤلم
و
ما زاد عناءه وشقاه ظروف الغياب ذاتها " تعب ومرض المحبوبة"


لو كانت تعلم بما خلفه غيابها
لرأت الوضع مُرعب مخيف سيرهبها وتهاله
حنا نقول بلهجتنا:
لو تدري بس
لو تحس بس

لبيان الكثرة لشعور ما

شعور الاختناق من هول غيابها

مبدع

كيف تنقلنا من
ذاك التمني والدعاء

إلى مشاعر الخوف والحب

إلى
عتب الغياب

حتى نصل لشعور وتأثير ذلك الغياب عليك

مبدع
مبدع

//