الموضوع: الباب ( إبداعي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-23, 11:03 AM   #18
طارق الموصللي

الصورة الرمزية طارق الموصللي

آخر زيارة »  اليوم (12:50 AM)
المكان »  دمشق ~ سوريا
الهوايه »  الكتابة - علم النفس - التسويق

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة EVE مشاهدة المشاركة
ذي بدء

في عالم التيه

أنت بحاجة لِلَمحة

رمز

إيماءة

تجرجرك نحو الطريق

لعله هو السبيل

أو ما يقودك نحو البقعة البيضاء

نحو الهدى

و أشارت إليَّ أن : اكتبي عن أبيكِ !

فكان أن ……





((( الباب )))


الباب

كان المقبض نواياه

و المفتاح قراراته

و نحن ( الباب )

حول ذلك كله سور محكَم

عقلا يقرأ و يتحقق ليفهم

الباب المؤدي إلى كل ذلك

كان بابا من صنع يديه

لقد كان نجاراً ماهراً

عيبه الجميل أنه لا ينجز عمله كاملا

حتى نعتاد النقص

و لا نعوّل على ما يقدمه لنا

لنبقى نحن قيد محاولة سد العجز

حتى لم يكن من باب العجز ..

؛
؛
خرج على عجلة من أمره و أقفل باب شرفته *

دون أن يعلم أني تسللت أثناء قيلولته إلى عالم كتبه الذي لا يغلقه عادة

أنا التي غفوت خلف ذلك الباب و أنا أحتضن إحدى كتبه

راودني كابوس مزعج

أني ممددة على سرير خشبي وسط هذه الغرفة

و عدد كبير من القطط تطوف حولي بتسارع يجعل عددها يتضاعف

فانتبهت فزعة

هرعت للباب

كان مقفلاً - على غير عادته -

طرقت الباب و صرخت أنادي : افتحوا الباب

و لا مجيب !!

بكيت حتى نمت من التعب و الخوف !

؛
استيقظت ذات يوم و صوت الطفل بداخلي يبكي

لكننا انتقلنا إلى منزل أكبر

فلم أستطع فتح الباب المفقود

و لا إسكات الطفل

تذكرت معلومة مما قرأته في إحدى كتب أبي

أنك حتى تتخلص من عقدك

تكلم عنها

فقررت أن أعترف و ألوم و أبكي في آن واحد أمامهما

أعترف لأبي أنني تسللت لعالمه

و ألوم أمي لأنها لم تسمع ندائي و طرقي على الباب

ثم أقوم بوصلة بكاء تشبه بكائي في ذلك المساء

لم يتسنى لي فعل كل ذلك

لقد خرج أبي غاضباً عصر هذا اليوم

بعد أن صفق الباب بعنف

حتى أن المفتاح انزلق من الثقب و وقع على الأرض

التقطته

حتى لا يقفله أحد بعد هذا اليوم

؛

سألني قبل أن أتوجه للنوم في إحدى الأيام : خلصتي كل واجبات المدرسة ؟.

تسمّرت !!

تذكّرت أقسى عقوبة نلتها قبل عامين و نحن في فناء المنزل القديم و بيننا تقف شجرة سدر يافعة

يومها ، نقر بسبابته على جبيني قائلا : عندك عقل ؟

هززت رأسي بالإيجاب

فقال بحزم : شغليه

مشيراً بنفس السبابة إلى علامتي المتدنية في اللغة العربية


أجبته :

عندي واجب إنشاء ما عرفت أكتبه

تصورت أنه سيملي علي بما يجب أن أكتب

هيهات

هذا ما لن يفعله أبي أبداً

لكنه ارتجل محاضرة امتدت لما يربو على الساعة

ثم قال : روحي كتبي الواجب .

و حصلت على العلامة الكاملة .

لقد فتح باب عقلي لأفكر و أتأمل و أفهم

و كل ما تبقى من محاضرته في ذاكرتي الحالية : الأثر يدل على المسير و البعرة تدل على البعير .

أزعجني تردد بكاء الطفل بداخلي

قررت أن أعترف له

فأجاب :هذا الباب لم يكن له قط مفتاحاً !!



* ذات يوم سأكتب عن شرفة والدي .



أدين بالفكرة للصديقة الدكتورة

فشكراً لها
تنفد الكلمات.. ولا ينفد الحُب لآبائنا
أدامهم الله حولنا سندًا وعُزوة.

أبدعتِ وأجدتِ أختي الكريمة


 

رد مع اقتباس