عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-23, 01:36 PM   #4
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كثيرة هي الكلمات التي أخذها العامة في مختلف بقاع الأرض على أنها تصب في نهاية الأمر بمجرى المعنى الواحد ،،ومن هذه الكلمات كلمة الحيادية والوسط ،، فقد يقول أحدهم "أنا محايد" ليعبر عن أوسطية أو توسط موقفه او رأيه أو أسلوبه في الحياة.

أو أن يقول العكس ليعبر عن تحيزه لموقف أو رأي أو أسلوب في الحياة..

‏ولو ابتعدنا عن المعنى الحرفي أو اللغوي لكل من كلمتي الحيادية والوسطية أو الوسط ودققنا في واقعية كل منهما لوجدنا فرق الشاسع ما بين المعنى المتوسط والحياد.

الوسط يعبر عن موقف ما على خط طول مجموعة من المواقف وقد يتمثل هذا الموقف في وجهة نظر تأخذ من أقصى اليسار بقدر ما تأخذ من أطراف أقصى اليمين ومهيأة في ذات الوقت لرفض قدر من طرح وجهة نظر اليسار بقدر مواز أو غير مواز لرفض وجهة نظر اليمين .

‏وقد يتمثل التوسط في اسلوب حياة ومنهج سلوك ما بين طرفي نقيض.

وقد يكون رؤيا عقائدية روحية أو مادية اختارت الاعتدال منهجا وطريقة ..

‏ فالوسطية إذا حاله مشاركة ،، حالة تفاعل مع المحيط حالة حية مستمرة فيها مد وجزر الأخذ والرد بصورة دائمة،، وهي حالة جدا ضرورية لاستمرار وحياة كافة الحالات الأخرى على مختلف مواقعها من أقصى تطرف الأول إلى أبعد نقاط التطرف الأخير..
الوسط أو التوسط حالة تمثل نقطة ارتكاز امتصاص مصادمات ومفاجآت كافة أطراف التناقض،،
فالوسطية إذن حالة إيجابية وغلاف وعنوان ومحتوى صريح وواضح.
‏إذا كانت هذه الوسطية أو التوسط ماذا إذن عن الحيادية أو الحياد؟!

الحياد أو الحيادي في رأيي الخاص تمثل حالة انسحاب سلبي، ودرجة واضحة من درجات الانغلاق والعزلة ..
فهي وإن اعتبرها البعض موقف إلا أنه موقف الهارب أو العاجز الذي اختار الحيدة عما يدور حوله،،
فهو لازمع ولا ضد،، ولا ترد ولا يجرؤ على التعبير عن أي توجه ايجابي يمكن استثماره باتجاه بناء رأي أو إقامة أيديولوجية أو أي نشاط فعال.


بل يبقى إنسان أو مجتمع الحياد هو الرصيد الذي يزايد عليه تجار الشعارات ومحترفي السياسة بل وحتى قناصي الفرص، فالحياد بحر بلا لون، كل صاحب لون يسعى جاهدا ليسبغ عليه لونه ، وكل صياد غنيمة يشد الرحال إليه، فمن يختار الحياد يقف كالمعلق في الهواء لا يجد أرضية يقف عليها ولا سماء يقطف من غمامها المطر..

مقال جدير بالتأمل والاهتمام..
شكرا لك سجى أيتها النبيلة
هذه المواضيع الهامة والموحية!
من أول مشاركة ترحيبية لكِ
أيقنت بأننا محظوظون
كما تفضل الأخ العالم أحمد بكِ..
محبتي والاحترام
دمتِ بألق وخير


 

رد مع اقتباس