عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-23, 06:55 PM   #13
جار القمر

الصورة الرمزية جار القمر

آخر زيارة »  04-28-24 (01:57 PM)
المكان »  بين السحاب والنجوم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمن الجميل مشاهدة المشاركة
ثاني يوم العيد حجز لرحلة لندن مع أسرته وتحمس كثيرا لهذه السفرة ، لكن مع زحمة المطار لم يتمكن الوصول إلى مكتب الطيران إلا في وقت متأخر، رفض الموظف استلام حقائبهم لأنه لم يتبق على إقلاع الطائرة سوى نصف ساعة.
تحبط كثيرا نظر لكل من حوله ووجدهم مرتبكون، وينظرون إليه بوجل ، وسأَلته طفلته بمعزل عن إخوتها ، وهي تتلفَّت، وأَوشكَتْ أَن تبكي ، التفت إليها ،لاحظ وجهها الأحمر المحتقن والدمع المتحجر في عينيها كان هذا أشد من الصفع .
طلب مقابلة المسؤول وتحدث معه ، رد عليه بعنجهية وبلا فائدة قائلا: اعذرنا .. لا تستطيع صعود الطائرة.
تسمر مكانه وأخذ يسترجع ما فعله من أجل هذه الرحلة ، حيث ضبط إجازته وواعد زوجته
وأولاده وهيأ برنامجا لهذه الرحلة وسط فرحة أفراد أسرته، وكيف أنّ الأولاد كانوا يعدون الأيام والليالي لحين موعد رحلتهم، كل هذا ذهب هباءً منثورا وبغمضة عين!
أغلقت المسألة في وجهه، بعد برهة من محاولة تنشيط ذاكرته الضبابيّة، تذكّر مقولة :
{ في حين تغلق أي مسألة في وجهك، استغفر الله..} ذهب درع الخوف علي الفور
وقف مكانه وسط الزحمة يستغفر ربه.
في لحظة نورانية غير مرئية، والعتمة غشيت السماء وبصره ممتد نحوها بافتنان واشتياق، انبعث فيه النور والأمل من جديد،
قطعت زوجته صمته المريب وطلبت منه مغادرة المطار، كان هذا الأمر يؤرقها ويؤلمها كثيرًا، وبات الأمر وكأنه يملك أذنين إحداهما من طين والأخرى من عجين، وبح صوتها وهي تخبره بضرورة عودته .لكنه أخبرها بأن تدعه يقف ويستغفر لأنه شعر بأنّ الله سيؤتيه من فضله.
بعد خمس وأربعين دقيقة كان مدير مكتب الطيران يبحث عنه ليخبره بأنّ الطائرة عليها تأخير وبإمكانه إتمام إجراءات الصعود هو وعائلته للطائرة ، كانت مفاجأة رائعة لهم
مفاجأة كادت ألسنة الكل منها أن تنعقد وها هي الابتسامة الواسعة تشطر الوجوه ، هبات النسيم الباردة لطفت حرارة ذلك اليوم الصيفي، أقبلوا بخطوات مسرعة وأنفاس متلاحقة متجهين إلى مكتب الطيران ، أنهوا جميع الإجراءات ، أمسكت زوجته بذراعه ولازالت أنفاسها تتلاحق ، وبصوت متقطع،وقتها كان الحزن يملؤه ، والحيرة تعصف به وهو يتابع كلماتها والفرحة التي كانت تغمرها ، كل ذلك بفضل الله وكلمة أستغفر الله .
أثناء صعوده الطائرة تذكّر المقولة وقال لنفسه :
" كم مرة فاتني الاستغفار وأنا في أمس الحاجة إليه في مواقف مرت بي؟!"


سيدة الزمن الجميل

ورحلة مليئة بالحزن قبل الاقلاع

ولاكن ارادة الله فوق كل شئ

لتتحول الى بسمة واسعة

فى كل وجة من الراحلين

فمن تعود على الاستغفار

راق لة كل شئ

بحلوة ومرة

سلمت حرفا وفكرا أخى

اتمنى لك الفوز بالمسابقة


 

رد مع اقتباس