الموضوع: رواية متفكك
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-23, 06:09 PM   #9
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



يوجد ضمادات تغلف كتفه, وذراعه فى حماله. يثنى أصابعه, ينثنوا، يلف معصمه, يلتف.. تحتاج الأظافر للقص, ومفاصل الأصابع أسمَك من خاصته.
يمرر إبهامه عبر أطراف أصابعة, حاسه اللمس تماما كما كانت. ثم يدير معصمه أكثر قليلا, ثم يتوقف..
يشعر بنوبه هلع تسرى به, واحدة تؤدى إلى عقدة فى عمق داخله.
تبتسم الممرضه بينما تنظر للذراع:” الأجزاء غالبا ما تأتى بشخصياتها الخاصه” تقول,” لا شيء لتقلق بشأنه, انت بالتأكيد جائع. سآتيك ببعض الغذاء.”
“أجل,” يقول كونر.” الغذاء. هذا جيد.”
تتركه وحيدا مع الذراع, ذراعه..
ذراع تمتلك وشم جلى لسمكه قرش النمر.

حياة ريسا كما تعرفها انتهت فى اليوم الذى فجر فيه المصفقون التشوب شوب..
و الجميع فى الأخير قد عرف أنهم كانوا المصفقون و ليس كونر.
الدليل كان دامغ. خاصة بعد اعتراف المصفق الذى نجى.

فعلى عكس كونر, ريسا لم تفقد وعيها ، حتى بالرغم من كونها مثبتة تحت دعامة فولاذية, لقد بقيت مستيقظة تماما. بينما كانت مستلقية هناك فى الحطام، بعض الألم الذى شعرت به حين وقعت الدعامة عليها اختفى. لم تعرف ما إن كانت علامة جيدة أم سيئة. مع ذلك فدالتون كان فى ألم شديد, كان مرعوب ، هدأته ريسا وتحدثت معه, أخبرته أنه لا بأس.. وأن كل شيء سيكون بخير. ظلت تخبره هذا حتى اللحظه التى مات فيها.

عازف الجيتار كان أكثر حظا. كان قادرا على إخراج نفسه من تحت الأنقاض، لكنه لم يستطع أن يحرر ريسا، لذا رحل ، بعد أن وعدها أنه سيرسل المساعدة.
من المؤكد أنه نفذ وعده لأن المساعدة أتت أخيرا بالفعل ، أخذ الأمر ثلاث أشخاص لرفع الدعامة , لكن واحد فقط لحملها خارجا.

الآن هى ترتاح فى غرفه مستشفى, مُكتفة فى جهاز غريب الشكل يبدو أقرب لجهاز تعذيب أكثر من سرير. مغربلة بدبابيس معدنية كدمية فودو بشرية.
الدبابيس مثبتة فى أماكن محددة بسقالة صلبة. بإمكانها رؤية أصابع قدمها, لكنها لا تقدر على الشعور بها. من الآن وصاعدا, فرؤيتهم ستكون كافية.
“لديكِ زائر.”
تقف ممرضة بالباب, وحين تتنحى جانبا..
هو شخص دامى ومضمد, لكن حي للغاية. تمتلئ عيناها فورا بالدموع ، لكنها تعرف أنها لا يجب أن تترك نفسها تبكى بحرقه ، مازال يؤلم بشدة أن تبكى بحرقة.


 

رد مع اقتباس