أيها الأصدقاء الذين
تسرب ظلكم
من سراج الدموع
وحملتم زهور الحوار
إلى صمت الرخام الذي
سدّ بالموت باب الرجوع
أيها الغائبون
كحلم قصيّ
كنكهة ليل الشتاء
إذا شبّ فيه ضرام السهر
ها أنا
أتلبد بالحزن
والشوق
والذكريات
وأوغل في الصمت
مشتعلا بالمطر
‏أيها الأصدقاء الذين
أقاموا لهم وطنا
من أغاني الحنين
عيون النساء
وعشب الكلام
وخفق الشجر
ترحلون إلى صمتكم
ومنافيكم
واحدا واحدا
وطنا وطنا
خيبة خيبة
وأنا راية
لا تلوح
نافذة
حُطمت فوق
بحر الهزيع
أنتضي وجعي
وألمّ فُتات الضياء
وزوادة من
حريق العصور
وأنبض بالمدن المستحيلة
ملح الليالي المديدة
أرصفة التيه
حين تُشابك متعبةً
فوق صدري أصابعها
حين قبّرة القلب تقترف الحب في
غفلة من بقايا البشر
‏أيها الأصدقاء الذين
تنام وجوههم
في ضلوعي
أيها الأصدقاء الذين
الذين
الذين
بصمت جليل ودافئ انهمروا..
كالمطر .