الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-23, 04:17 AM   #1488
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (05:23 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



منذ صغري وأنا أحفظ سورة قريش ولما عرفت تفسيرها في الآونة الأخيرة... خفت الله أكثر ��

السورة مكونة من اربع آيات " لإيلاف قريش " هذه أول آية من سورة قريش، تناقش مشكلة حياتية وهي «إلفُ النعمة»
​​​​أول مرة أسمع عتاباً من إيلافِ النعم...

كان أهل قريش معتادين على الفقر والجوع والحياة البدائية البسيطة..

لدرجة أن عندما يصل أحدهم لشدة الفقر .. كان يأخذ أهل بيته لمكان يسمى بالخباء .. يبقون فيه حتى يموتوا كلهم من الجوع .. وهذه العادة في الجاهلية كان إسمها "الإعتفار" ..

كان هناك عائلة كبيرة اسمها "بني مخزوم" .. كانوا سيموتوا من الجوع الشديد .. وعندما وصل خبرهم الى "هاشم بن عبد مناف" .. أحد كبار التجار .. استاء من وجود هذا الجهل والفقر في أهل البيت الحرام ..

فجاء هاشم بن عبد مناف وغير هذه العادة .. وقال لهم أنتم أحدثتم عادة تُذَلون بها بين العرب وأنتم أهل بيت الله والناس لكم تبعا ..

فقسم القبيلة لعشائر .. وأمر كل غني منهم بتقسيم ماله مع الفقراء من عشيرته حتى بقى الفقير مثل الغني .. وعلمهم أصول التجارة .. ونظم لهم رحلتين في العام " رحلة الشتاء والصيف"..

رحلة للشام .. علمهم تجارة الفواكه في الصيف ..
ورحلة لليمن .. علمهم تجارة المحصولات الزراعية في الشتاء ..

حتى جاء خير الشام واليمن الى مكة وأصبح سكانها في حال أفضل .. وانتهت ظاهرة الإعتفار...

بدأ أهل قريش يكفرون بالنعمة .. بعدم شكر الله عليها.. (كفران النعم هو أن تألفها فلا تراها نعمة) ..

فلما ألفت قريش وأهل مكة النعم التي أنزلها الله عليهم .. أنزل الله فيهم الأمر الإلهي بأن يعبدوا رب هذا البيت .. {{فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}}.

نِعمُ الله على الناس عموما لا تحصى .. فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه النعمة الواحدة الظاهرة وهي
(دوام النعمة) ..

واطعامهم بعد الجوع .. وتأمينهم بعد اعتيادهم العيش في رعب وخوف من الموت ..
{{أطعمهم من جوع * وآمنهم من خوف}}.

لا تألف فتجحد .. لكن اشكر الله تألفك نِعمته .. افرح بنعمة الله عليك واشكرها حتى لو متكررة للمرة الألف .. لأن مجرد دوام النعمة "نعمة" .. وإلفُ النعمة وعدم شكرها جحود وظلم.

اجعل دائما كلمة "الحمد لله" على لسانك في كل وقت ..
قلها بقلبك عن رضا واقتناعٍ لما فيها من خير


 

رد مع اقتباس