عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-23, 07:25 AM   #1
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي موعد مع شخصية مهمة / بقلمي



محض مصادفة، لم يكن لي فيها قصد، ولا أستطيع أن أحدد مشاعري، هل كنت سعيدة أو متضايقة ، وجدت - تحت باب غرفتي- رسالة مكتوبة على أوراق الفندق، قررت أنها صديقة أو " معرفة" ، أسرعت عيناي إلى آخر الورقة السيد أحمد ، من يكون هذا الأحمد؟ لا أعرف أحداً بهذا الاسم، قلبت أوراق الذاكرة، لم أجد احتمالاً، قلت لعله طالب يتعلق بالدراسات العليا ، أو صاحب مؤسسة لم يحدد طريقة الاتصال به، قلت لو كان لديه مايريد بجد سيعيد الاتصال أو الحضور، قبيل منتصف الليل جاءني صوته عبر الهاتف:
- أنا أحمد.
- تشرفنا… أي خدمة؟
- أنا الذي تشرف يا سيدتي
صمت. هل طلبني في هذه الساعة المتأخرة ليتشرف؟!
اضطررت أن أفتح باب الكلام:
- تسلمت رسالتك يا سيد أحمد، أي خدمة؟
- يا سيدتي، سعدنا كثيراً بتشريفك.
صمت مرة أخرى دون أن أكتشف ما وراء اتصاله…
- من إنسانيتك يا سيد أحمد
- بل من واجبي يا سيدتي، هذا الواجب أنا سعيد به غاية السعادة.
قلت باقتضاب يكتم عصبية محتلمة:
- خلاص أنت سعيد، تم المراد
- الله يخليك يا…………
-طلبات سعادتك!
أخيراً وجد طريقاً مباشراً
- أبداً يا ……، أنا مسؤول العلاقات العامة في السفارة
-آه، تشرفنا.
- وسعادة السفير، بمناسبة تشريفك يدعو سعادتك إلى حفل شاي في حديقة السفارة، غداً الساعة السادسة.
- دهشت حقاً، لم أكن أتوقع ، هل أملك وقتي غدا في السادسة؟ لكنه السفير الرجل الرمز للوطن، من الصعب الاعتذار عن دعوة سفير.
مدى آخر للدعوة تم اكتشافه في هذه اللحظة، قلت لأمنح نفسي فرصة للتفكير:
- هذا يسعدني، اشكر سعادة السفير ، وسأراجع ارتباطاتي غداً.
قاطعني…
لا ، أرجوك إنه حريص جداً على وجود سعادتك، سيتصل بنفسه شخصياً ليتأكد من حضورك، ويوجه الدعوه بنفسه، إنني أتصل للتمهيد فقط.
- آه، شكراً يا سيد…
أحمد يا…… أحمد.
- نعم، ولكن حتى أستعد للقاء، ربما تعرف أنني كثيرة الشواغل، وهل هناك طلب معين وراء هذا الاتصال؟!
- أبداً أبداً ، مجرد أن نتشرف بوجود الجميع ويكتمل السرور و و ………ونقوم بالواجب، بعض الواجب.
تمهلت قليلا لأستوعب المفردات الجديدة:
الجميع، السرور، الواجب!، من هم "الجميع" وما السرور المنتظر، ولم هذا الإحساس الفجائي بالواجب هذه المرة بالذات؟
قلت بشيء من المداعبة:
- سيد أحمد،، هل تعرفني؟
- أقصد هل أنت متأكد أنك لم تخطئ الشخص؟
قال بحرارة:
- أبدا، وهل يُخفى القمر؟
- هذه المكالمة لتأكيد رسالتي، أنا أعرف واجبي، أنا مكلف من سعادته شخصياً.
- أعرف أنك مكلف من سعادته شخصياً ولكن ، هل الدعوة لي… تحديداً؟
- مائة في المائة، لا أخفي عليك هي مناسبة وطنية والصحافة تتحدث عن نجوم بلدنا كل يوم، لابد أن نفعل شيئاً، هذا أقل واجب.
- ولكني لست من النجوم.
- هذا تواضع منك سيدتي
-مادامت الدعوة موجهة أصلاً إلى النجوم الذين تعرفهم فستكون ذات طابع معين، وهذه المجالس لاتناسبني، اشكر سعادة السفير وبلّغه
قاطعني:
لا، لا، لن أبلغه غير أن سعادتك استجبت للدعوة، سيارة السفارة ستكون أمام الفندق، قبل الموعد بربع ساعة.
يا…
أرجوكِ يا أستاذة لا تحرجيني
-إذا…
قطع الطريق بعبارة توشك أن تكون استنجاداً:
يا سيدتي، أنا موظف علاقات عامة، إرضاء رؤسائي مرهون بقدرتي على تنفيذ أوامرهم ،
لم أجد ما أقول غير:
خلاص يا سيد أحمد، سأكون جاهزة في الموعد بإذن الله.
فيما بعد فكرت في أمرين، أن أكون خارج الفندق حين يحل موعد الذهاب، وبهذا يمكنني إذا ألجأتني الضرورة أن أعتذر بالانشغال في الخارج، وأن أتحدث مع جارتي في الغرفة المجاورة، رأيت أنه لا يليق بي هذا الأسلوب في التهرب، ولا أنكر أنني تألمت للسيد أحمد - الذي لم أره - بأنني خذلته.ولعلي أطلت التفكير في الأمر الثاني وتحينت له الفرص، غير أنني كنت أتراجع في اللحظة الحاسمة، واستكبر أن " أهبط" إلى رغبات العامة وأشباههم الذين يتفاخرون بأنهم صافحوا واحداً منهم أو التقطوا صورة مع آخر أو قضوا سهرة "ودفعوا الحساب" مع ثالث ترى: هل كانت هناك رغبة كافية لا أتبينها، وراء تراجعي عن فكرة ألا أذهب؟!
وبين التفكير بالذهاب أو التراجع ، أحسست قبل موعد الذهاب بساعة بوعكة صحية شديدة منعتني من الذهاب ،اختلطت مشاعر الفرح بمشاعر الألم من تلك الوعكة ،والحمد لله انتصر العقل الباطن الرافض لتلك الحفلة .

بقلم الْياسَمِينْ

27/3/2021


 


رد مع اقتباس